شبكة الطرق الحديثة ونهضتها هي مفخرة لهذا البلد الغالي وقيادته ومواطنيه ، وهي بمثابة الأوردة والشرايين في الجسم . ولكن ما يعكر الفرحة بها هو كثرة الإصلاحات الناتجة عن سوء التنفيذ وعدم ديمومتها وتحملها للاستخدام ، ونلاحظ تصاميم الأنفاق عند تقاطعات الطرق لغرض انسيابية الحركة المرورية . إلا أنه وللأسف وعلى مدى السنوات الماضية قد تسببت هذه الأنفاق في بعض الأضرار المادية وفقد كثير من الأرواح نتيجة امتلائها بالمياه أثناء هطول الأمطار وسقوط بعض العابرين فيها ، وكذلك عدم وجود صيانة كافية للمضخات الموجودة أو عدم وجود تصريف مناسب للمياه المتجمعة فيها . وإذا كان تصميها كان لغرض انسيابية الحركة المرورية فإننا لا زلنا نسمع ونقرأ ونشاهد عن إقفال بعض هذه الأنفاق أثناء هطول الأمطار مما يتسبب في وجود زحمة وفوضى مرورية ، وكان آخرها تصريح مدير مرور مدينة جدة خلال الأسابيع الماضية أثناء هطول الأمطار عن إغلاق أربعة أنفاق في جدة خوفا على سلامة المواطنين ، وبالتالي تسبب هذا الإغلاق في ازدحام مروري . ثم أيضا ما حصل لأحد الأنفاق الذي امتلأ بالمياه أثناء هطول الأمطار يوم الثلاثاء 14/2 في مدينة جدة ثم أغلق بعد يوم واحد من افتتاحه. لماذا لا نتعلم من أخطائنا على مرور السنوات الماضية وخاصة من أنفاق الرياض وحوادثها المؤلمة ؟ ولماذا الاستمرار في تصميم هذه الأنفاق المكلفة ؟ أليس من الأولى أن تصمم كبارٍ فوق تقاطع الإشارات عند الحاجة لذلك بدلا من الأنفاق المكلفة في التصميم والصيانة ، والمزعجة جدا عند هطول الأمطار لكثير من أجهزة الدولة. أنني اقترح التوقف التام عن تصميم هذه الأنفاق في جميع الطرق واستبدالها بالكباري المعلقة والتي سوف تحقق الهدف من إنشائها مع توقف بنود الصيانة الخاصة بالأنفاق ومضخاتها , مع تصميم سواتر جانبية لهذه الكباري لحماية خصوصية السكان المجاورين لها وإعطائها منظراً جمالي . وطريق الدائري في الرياض – الجهتان الشمالية والجنوبية خير مثال على ذلك من حيث تصريف مياه الأمطار ، وبعكس الجهة الشرقية منه وغيرها من الأنفاق التي دخلت التاريخ بأحداثها. واخيرا. من لا يعمل بإخلاص وأمانة من أجل هذا الوطن فضميره منفصل عنه .