عندما اكتب عن هذه القلعة قد تظن أنني بالغت في ثنائي لهذه القلعة ولكن من قام بزيارتها يعلم أنني لم أنصفها أيضاً، واسمح لي ان اكتب لك نبذة ومعلومات عن أهمية المتاحف ودورها الحضاري والإنساني ووظائفها وأنواعها قبل ان أخوض في موضوعي الأساسي، المتحف: هو المبنى الذي يجمع ويأوي مجموعات من المعروضات والأشياء الثمينة بقصد الفحص والدراسة ولحفظ التراث الثقافي للشعوب على مر العصور من علوم وفنون وكافة أوجه الحياة للتعرف عليها ودراستها لمعرفة تطور الحياة البشرية وإنجازاتها الحضارية، وفي العصر الحديث أصبحت المتاحف من أبرز العناصر المعمارية في القرن، وكذلك أصبحت في الوقت الحالي ذات رسالة حضارية ووظائف متعددة، ومن هذه المتاحف قلعة جدعية التراثية بمحافظة الرس فهي تعتبر واجهة مشرقة للقصيم بشكل عام والرس بشكل خاص، فقد شيدت هذه القلعة بمجهود ذاتي من قبل صاحبها الأستاذ خالد بن محمد الجدعي، وتحتوي هذه القلعة على مجموعة من المباني والغرف القديمة وبيت الجدة الشهير ومسجد الوالدة هياء سليمان الشبعان وكذلك على أكثر من سبعة آلاف قطعة تراثية قيمة ونادرة، ويرتاد هذه القلعة الكثير من الزوار من عامة الناس ومن كبار الشخصيات والسياح الأجانب ولكنها لم تحظ بالاهتمام لا من هيئة السياحة ولا من المسؤولين بالمحافظة ولم يتم حتى الآن زفلتة الطريق المؤدي لهذه القلعة ولم توجد لوحات على الطريق ترشد الزائرين وفي الختام أوجه ندائي للمسؤولين ورجال الأعمال بالاهتمام بهذه القلعة ووضع لوحات ترشد الزائر إلى الطريق المؤدي إليها فهل سيكون هذا في القريب العاجل؟! أم تصبح القلعة كغيرها من المشاريع العملاقة بالمحافظة والتي أغلقت أو نقلت إلى محافظات قريبة تقدر لأهل الفضل فضلهم وتحرص على رقي وتقدم محافظاتهم. ورسالتي الأخيرة لصاحب هذه القلعة الأخ الفاضل خالد بن محمد الجدعي اصبر وفقك الله فالجميع مدرك معاناتك والسجل الذهبي للزيارات يحكي معاناة الزائرين. وفقك الله ورزقك من يقدر للمبدعين إبداعاتهم.