لو انطلقت من قول إن الاقتصاد هو عصب الحياة المعاصرة لقلتُ إن العضلة الاقتصادية للغرب – أخص أمريكا وإنجلترا – أُصيبت في العقد الأخير بما يمكن أن نُطلق عليه " الشد العضلي " . ولم تُظهر الفحوص ولا الأشعة ولا الرنين المغناطيسي عما إذا كانت تلك العلة عضوية أو طارئة ، أو هي ذات صلة بنظرية تلاشي الدول. فى الخمسينيات وأثناء حرب السويس اسقط البرلمان البريطاني رئيس الوزراء آنذاك أنتوني إيدن في الحال ، ولم ينتظر السنين الطوال ليجلبه إلى الاستجواب كما يجري الآن مع توني بلير . فقد تركه السياسيون يفعل ما شاءت أمريكا ، لا ما تقتضيه مصلحة بريطانيا . وتبع نظرية بوش الابن الذي أغواه بأن " يأجوج ومأجوج " يسكنون منطقة البقاع في لبنان ! ، ولابد من شن حرب على العراق للقضاء عليهم .. ! . وجاء هذا ضمن مذكرات بلير ، والذي لا يزال حسن الحظ في اختيار الوظائف ذات الصبغة الدولية. وأقول أعجب من رئيس دولة لا يكتفي بهذا التفكير ، بل ينقله إلى رئيس دولة أخرى وكبرى . وينقله رئيس تلك الدولة العضو الدائم في مجلس الأمن في مذكراته . والصعب في الموضوع أنهم وجدوا من يستمع إليهم وكأنهم أهل علم وبصيرة. والصعب في الموضوع أن بعض الدول الأقل نموا لا تزال ترى في أولئك الكبار قامات عز وكبرياء وقدرة خارقة. وتكاد تُجمع الآراء بأن أعمدة تلك الدول الغربية ما هم إلا دُمى وُضعوا ليمثلوا مصالح مالية وصناعية لم تسمع بوجع الناس أو آلام اليتم والحروب . وما أسرع ما ينفرطون عن حليفهم إذا استشموا رائحة تفوح حوله ، أو أصبحت الأرض تمور تحت قدميه ، والوقائع كثيرة ولا يحتاج النهار إلى دليل. وترى الآن مجمل الكتابات أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت تدخل مرحلة الهبوط والانهيار والسقوط منذ زمن، حيث إن عصر القادة التاريخيين في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عهد الاستقلال بداية من (جورج واشنطن) والذين قادوا صعودها إلى قمة العالم قد انتهى في بداية عقد الستينيات من القرن العشرين،فآخر هؤلاء القادة(أيزنهاور) الذي قاد الولاياتالمتحدة نحو الذروة من عام(1952- 1960 ) حيث إن هذه الفترة هي التي توجت فيها زعيمة للعالم الغربي،واستولت فيها تقريبا بالكامل على مناطق نفوذ بريطانيا وفرنسا في العالم دون منازع،وإن كان(جون كيندي) أيضاً يُحسب من هؤلاء القادة إلا أنه لم يستكمل فترة حكمه،حيث قتلته المافيا الأمريكية عام 1963. اعتاد الآباء على إطلاق العنوان أعلاه على صنف الكمال – في كل شيء.