انطلقت أمس جلسات ندوة أفضل الممارسات التنموية الموجهة لتحسين أحوال الفقراء التي تقام برعاية خادم الحرمين الشريفين وتنظمها مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي حيث تناولت (الجلسة الأولى) سياسات واستراتيجيات الفقر وترأس الجلسة وزيرالشئون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين. وتناول المتحدثون في جلسات اليوم الأول جوانب هامة حول موضوع الندوة التي تبحث أفضل البرامج التي تستهدف تحسين الاوضاع المعيشية للفقراء حيث كشف وزير الشئون الاجتماعية سابقاً بالاردن الدكتور محمد الصقور في ورقته الأولى بعنوان ظاهرة الفقر وسياسات التدخل والمواجهة أن أكثر من ربع سكان العالم تحت خط الفقر المطلق وفق تقارير منظمة الزراعة والاغذية العالمية، مشيرا الى موت ما يزيد على 25 ألف انسان يومياً في العالم من الجوع متسائلا هل المشكلة قصور ذاتي فيهم أم في المؤسسات التي تتصدى لهذه القضية. بعد ذلك تحدث مديرالدفاع المدني في تونس سامي بلغيث عن السياسة الاجتماعية في تونس في مجال مقاومة الفقر مشيرا إلى أفضل سبل الاندماج الاجتماعي وهي المقاربة الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية ثم طرح الدكتور دانكون رينهارت من جامعة كلورادو بالولايات المتحدة وجامعة الأخوين بالمغرب ورقته التي تناول فيها تنمية القيادات وتدريبها على مكافحة الفقر في الشرق الاوسط، ثم تحدثت الدكتورة حنان كشك استاذة علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود عن الفقر كصناعة بشرية وتطرقت للأسباب الحقيقية للفقر واستراتيجيات مكافحته مشيرة إلى تزايد أعداد الفقراء في السنوات الأخيرة نتيجة تطبيق سياسات العولمة وتخلي الدول عن برامج الرعاية الاجتماعية في معظم الاقطار العربية. باحث يحذر من «بطالة الشباب» وانعكاساتها الخطيرة على نسب الجريمة وضعف الانتماء الوطني وكشفت الباحثة أن الفقر صناعة بشرية نجمت عن فشل سياسات التنمية مما ادى لتفاقم أوضاع الفقراء حتى أصبح أكثر من 75 مليون مواطن في الوطن العربي يعيشون تحت خط الفقر. وتناول الباحث الحسين ولد موسى من المكتب الوطني للاحصاء بموريتانيا من جانبه موضوع معالجة الفقر في بلاده متحدثا عن السياسات والبرامج الخاصة بذلك. وترأس مدير جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور سليمان ابالخيل (الجلسة الثانية) بعنوان القروض الصغرى والتمويل وتحدث فيها الدكتور علي العقلاء من جامعة القصيم بورقة عن التمويلات المشروعة في مجال القروض الصغيرة أوصى فيها بضرورة تقديم التمويلات المشروعة للاسر المحتاجة وانشاء إدارات خاصة للاستثمار بالجمعيات الخيرية وللأسر المحتاجة، ثم قدمت الاستاذة مروة عبدالجواد المدير التنفيذي لصندوق الأمير سلطان لدعم مشاريع السيدات ورقة حول دور المؤسسات التمويلية في تمويل المشاريع النسائية الصغيرة والمتوسطة استعرضت خلالها تجربة صندوق الامير سلطان ورؤيته وأهدافه الرئيسية، تحدث بعدها المهندس عبدالعزيزالمطيري المديرالعام لصندوق المئوية بالانابة عن دور صندوق المئوية التنموي كأحد البرامج التمويلية الرائدة للشباب السعودي مشيرا الى مساهمة الصندوق في خلق وظائف جديدة لما يقارب 4122 شابا حتى نهاية العام 2010. وفي نهاية الجلسة الثانية قدم ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الاممالمتحدة الانمائية "أجفند" ورقة بعنوان انموذج اجفند للاقراض متناهي الصغر تحدث فيها عن عوامل نجاح بنوك الفقراء منبهاً إلى ضرورة القضاء على استغلال المقرضين للفقراء. وترأس الدكتور شويش الضويحي محافظ الهيئة العامة للاسكان (الجلسة الثالثة) حيث طرح الدكتور علي باهمام من جامعة الملك سعود ورقة حول تمكين الفقراء من توفير المساكن لانفسهم موضحا ان المسكن يستهلك جزءا كبيرا من انفاق الاسر ذات الدخول المنخفضة مقترحا في هذا الصدد تخفيض تكاليف الحصول على المساكن. الفقر صناعة بشرية نتيجة فشل سياسات التنمية.. والسكن يستهلك جزءاً كبيراً من إنفاق الأسر ثم قدم الدكتور يوسف مير رئيس منظمة الاطلس الكبير بنيويورك ورقة بعنوان طرق المشاركة المناسبة والقابلة للحياة ونتائجها الممكنة في تطوير وتنمية الاسكان تحدث بعده الدكتور شاهزاد شام من الجامعة الاسلامية بباكستان عن قطاع الاسكان في بلاده، كما قدم المهندس فهد الجاسر مدير قسم المشاريع بمؤسسة الملك عبدالله لوالديه ورقة حول واقع برامج الاسكان التنموي الموجهه للفقراء مستعرضا دراسة لحالة تلك المشاريع موصيا بأهمية الاستفادة من التجارب المحلية في خلق افكار ابداعية لحلل مشكلة الطلب المتزايد على المسكن الميسر، ثم تحدث الدكتور المهندس كلاس روخرت من جامعة برلين بألمانيا عن المدن الشابة وكذلك المهندس لؤي عمران الذي تناول في بحثه بعض الممارسات المبتكرة للمنظمات اللاحكومية في الشرق الاوسط لاعادة تأهيل وحدات سكنية للفقراء. د. أبا الخيل مترئساً إحدى جلسات الندوة وتواصلت جلسات اليوم الاول للندوة حيث ترأس الدكتور عبدالله اليوسف وكيل وزارة الشئون الاجتماعية المكلف (الجلسة الرابعة) بعنوان القروض الصغرى والتمويل تحدث خلالها عدد من المختصين الذين طرحوا اوراق بحوثهم في هذا المجال حيث تحدث فيها كل من قاسم الشلهوب مدير الاعلام بمؤسسة الملك عبدالله لوالديه عن برامج عمل منظمة الفرصة الدولية وتطبيقاتها في المملكة كما تناول كل من محمداللاعي من اليمن وعبدالله الحربي من وزارة الخدمة المدنية وطارق عبدالعزيز من مصر أوراق عمل حول موضوع الجلسة، وترأس معالي وزير الشئون الاجتماعية سابقا الدكتور علي النملة (الجلسة الخامسة) للندوة بعنوان التنسيق وتكامل الادوار في مجال مكافحة الفقر تحدث فيها الدكتور فهد المغلوث من جامعة الملك سعود عن الشراكات الاستراتيجية مع مؤسسات المجتمع لتحسين الاحوال المعيشية للفقراء محذرا من الآثار السلبية في الشباب العاطلين عن العمل من اكتئاب وانحراف وجريمة وحقد على المجتمع وضعف الانتماء الوطني مؤكدا ان كل ما يقدم للفقراء من خدمات وبرامج تظل على المدى البعيد قاصرة وبحاجة لاعادة نظر، كما طرح الدكتور ممدوح السرور من الاردن ورقة حول تنسيق الادوار بين المؤسسات العاملة في مجال الفقر وقدم الدكتور بدر الدين كمال دراسة في تمكين الفقراء وتحدثت كذلك في هذه الجلسة الدكتورة هدى حجازي من جامعة الملك سعود عن التشبيك بين الجمعيات الخيرية كما قدم الدكتور نيفزات فيرات خبير المساعدات الاجتماعية عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من اجل تخفيف حدة الفقر.