ينهض كتاب الأديب والباحث أحمد علي آل مريع والموسوم ب (رُبَّ حامل فقه ليس بفقيه) الصادر عن دار البشير على ثلاث رؤى: أولاها ترتهن للنصوص الشرعية وثانيها لفقه الواقع وثالث هذه الرؤى الوعي بمآلات النظر ومنتهى الأحكام ومقاصد الشريعة المطهرة. كما يعرض آل مريع إلى تأصيل مسألة النظر الشرعي أو ما يعرف بصناعة الفتوى ويكشف من خلال ذلك عن سبب من أسباب النظرة الضيقة والمتطرفة إلى الأشياء، تقول ما تعتقد أنه الحق في هذا الجانب، في حدود ما تتسع له ساحة هذه الدراسة الأولية الموجزة دون تزكية لما يطرحه من أفكار، ودون أن تسقط من حساباتها أسباباً أخرى مهمة عرض لها المتهمون كما يقترح آل مريح في نهاية هذا الكتاب بعض التوصيات والاستراتيجيات الفاعلة لتجاوز هذا الاضطراب. الكتاب الذي أهداه مؤلفه للشيخ يحيى معافى رحمه الله، ضم بين دفتيه بعضاً من التساؤلات والطروحات وهي: هل التطرف من صنع العلم أم الجهل؟ لماذا انتهى العلم بنا إلى محطة الغلو والتطرف؟ الفقه ليس الاحاطة بالنص، الضابط القرآني للذين يؤخذ عنهم العلم الشرعي كالربانيين والراسخين في العلم والذين يستنبطون. إلى جانب بعض التوصيات والتي منها:العلم قد يكون سبباً من أسباب الفتنة والتطرف خلل ينشأ داخل الثقافة نفسها ودعوة العلماء إلى الاتصال بالواقع، وتفعيل عمل المجامع الفقهية في حياة الناس، واحياء علم الفقه الافتراضي، ومنع من لا يثق بعلمه وعقله، وتبصير الناس بالفرق بين الرأي والفتوى، واقتراح وضوابط لمن يتصدى للوعظ، والوعي بالفروق بين الفقيه وحامل الفقه وغيرها من التوصيات.