تحدث الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في خطاب في مدينة رشت (شمال غرب) أمس عن امكانية اجراء مفاوضات نووية جديدة مع القوى الكبرى يمكن ان تؤدي الى "نتائج" في المستقبل، وذلك غداة فشل محادثات اسطنبول. وبالرغم من هذا الفشل قال الرئيس الايراني ان "الشروط متوافرة للتوصل الى اتفاقات جيدة اثناء اجتماعات مقبلة ان تحلى الطرف الاخر (الدول الكبرى) بالعدل والاحترام" تجاه ايران. واوضح "لم نفكر مطلقا بان المسألة (الملف النووي الايراني) يمكن ان تحل في بضعة لقاءات، بسبب ذهنية" الدول الكبرى. واضاف "لكن ان كان الطرف الاخر مستعدا لسلوك طريق العدل والمساواة والاحترام يمكن ان نأمل بالتوصل الى نتائج يأمل بها الجميع". وقد يؤدي انتهاء المحادثات حول الملف النووي الايراني بين الدول الكبرى وايران في اسطنبول بالفشل، الى فترة انتظار او يدفع واشنطن الى الترويج لعقوبات جديدة ضد طهران. واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون وسيطة الدول الكبرى حول هذا الملف امام الصحافيين في ختام يومين من المحادثات في اسطنبول انه لم يتقرر "اي محادثات جديدة" حول البرنامج النووي الايراني. وعبرت عن "خيبة املها" لعدم قبول الايرانيين بعرض جديد لتبادل الوقود النووي، وهي خطوة من شأنها طمأنة الغربيين، وطرحهم "شروطا مسبقة" تتمثل برفع العقوبات الدولية المفروضة عليهم والاعتراف بحقهم في تخصيب اليورانيوم. وقالت اشتون "اعتقد انه علينا جميعا ان نأخذ فترة استراحة". واعتبر دبلوماسي اميركي رفيع المستوى من جهته ان السبيل الدبلوماسي ما زال حلا مطروحا ازاء ايران. وقال هذا الدبلوماسي طالبا عدم كشف هويته ان "الباب مفتوح. ما زلنا نعتقد ان هناك متسعا من الوقت والهامش امام الدبلوماسية". الا ان الدبلوماسي الاميركي قال ان "العقوبات الدولية المفروضة على ايران "كان لها تأثير واضح". واضاف "بحسب الصحافة هناك اشارات تباطؤ في البرنامج النووي الايراني لذلك اعتقد ان هناك متسعا من الوقت والهامش امام الدبلوماسية". وكان هذا الدبلوماسي يلمح على ما يبدو الى نتائج الفيروس المعلوماتي ستاكسنيت المعد لتخريب البرنامج النووي الايراني والذي ادى بحسب اسرائيل الى تأخير احتمال اقتناء ايران للقنبلة الذرية لسنوات عدة. وقد اعد هذا الفيروس الاميركيون واسرائيل بحسب صحيفة نيويورك تايمز. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون صرحت قبل انعقاد اجتماع اسطنبول ان العقوبات "صعبت جدا تحقيق ايران طموحاتها النووية. ايران تواجه مشاكل تكنولوجية ابطأت جدولها الزمني". ولفت في هذا الخصوص الخبير الفرنسي والمتخصص في الشؤون الايرانية برونو تيرتريه عشية المحادثات "لسنا في مرحلة نفاد صبر اميركي". واضاف "منذ صيف 2010 تراجع التوتر وبدأت العقوبات تؤتي بنتيجة، وكان هناك عمليات تخريب" مشيرا خصوصا الى فيروس ستاكسنيت. وقد اعتبر المحلل المستقل محمد صالح صدقيان ومقره في طهران انه من الصعب التنبوء بمستقبل الملف الايراني. وقال "من جهة قال البرلمان الايراني انه قد يتخذ تدابير لارغام الحكومة على عدم المشاركة بعد الان بمحادثات جديدة. ومن جهة اخرى قد تتقدم الولاياتالمتحدة نحو فرض عقوبات جديدة على طهران"..