إن المتأمل في وضع المرأة العربية يجد أنها تحتاج إلى الكثير من الاهتمام بحقوقها والنظر لها بعين التوقير الإنساني والشفقة. والأسباب كثيرة ومنها ما جبلت عليه مجتمعاتنا من تبعيتها لرجل – أيا كان ذلك الرجل- سواءً كان يستحق هذا الاسم أم لا المهم لدينا بأنه رجل. في دهاليز المحاكم تجد قضايا المرأة المكلومة تئن بحزن من وطأة بعض من يسمونهم رجال فقد جعلها الله سعادة وسكناً للرجل ومصدراً لسعادته وباباً من أبواب الجنة، وقد كانت سنداً وعوناً في كثير من الشدائد وتاريخ أمهات المؤمنين وسواهن من الصحابيات يحمل في طياته نصرة للإسلام ورجالاته. لقد سار مؤسس هذه البلاد –رحمه الله- على تكريم المرأة بما حباها الله من حقوق وظلت هذه الشجرة تنمو وتزهر في عهد الملوك من أبنائه إلى هذا اليوم الا ان حال البعض جعل منها مطية لإرضاء شهواته وإكبار رجولته جاعلاً من كرامتها أو حقها في العيش بكامل حقوقها من سقط المتاع والبعض يرى احترامها وإعلاء شأنها نقصاً حاداً في رجولته. ويعزو ذلك لنقص عقلها أو الخوف من عارها وغيرها من الأسباب التي تدور في فلك اعتبار أن المرأة أقل درجة من سواها من المخلوقات ولا ينبغي تعديها ما فرضه الرجل لها من حقوق. إن ما حظيت به المرأة من عناية وتعليم في عهد هذه الدولة خولها لأن تكون سراجاً منيراً في مسيرة الإنسان في هذا الزمان والأمثال على ذلك خير برهان من نساء سعوديات وعربيات برعن في العلوم الطبية والأكاديمية والسياسية ولا يخفى على عاقل بأن من النساء وبشكل عام شريحة ناشطة في العمل. الدور الأكبر يقع على عاتق المؤسسات التعليمية التي يناط بها توعية أجيالنا وتعليمهم أن إكرامها وحسن معاملتها هو واجب شرعي وأخلاقي.