ثمة مستحضر (كريم) تبث الكثير من القنوات الفضائية الدعاية له.. يُصوًرُ ويمنتج بطريقة بارعة.. تتحول فيه غانية حسناء تقوم بتمثيل دور ليلى العامرية (حبيبة قيس) من سمراء إلى بيضاء.. لأن ليلى الحقيقية (كما تقول الدعاية) أفتح من هيك.. وهي معلومة جديدة عن ألوان بشرة جداتنا ونسائنا العربيات.. لم أعرفها إلا الآن.. فقد كنت أظن أنهن سمراوات أو قمحيات أو خمريات اللون.. كألوان أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا الحاليات.. إلى ان جاءت تلك الدعاية في القنوات الفضائية.. وهو السبب (بياض البشرة) الذي أوقع قيساً في حب ليلى العامرية وعنترة في حب ابنة عمه عبلة بنت مالك آنذاك.. وفي الكثير من الصحف وفي مساحة كبيرة يتكرر نشر إعلان عن دواء أو مركب كيميائي (كريم) أو زيت لتفتيح البشرة موجه للبنات (السمراوات) لتغيير بشرتهن من سمراء أو خمرية اللون إلى بيضاء أو شقراء.. تنخدع به الكثير من بناتنا ونسائنا.. فيقبلن على شرائه وهن يمنين أنفسهن ببشرة بيضاء أو شقراء.. مع ان بشرة بناتنا العربيات يحسدهن عليها الكثير من بنات ونساء الشعوب الأخرى.. إضافة إلى ذلك فإن الكثير مما قيل شعراً في النسيب والغزل.. قيل في السمراء.. وأجدني الآن تذكرت (سمراء ياحلم الطفولة) وأغنية الفنان طلال مداح (أسمر حليوه) ما علينا.. فمثل تلك الاعلانات (الكاذبة) تطلب من المستعمل لذلك الكريم أو المركب أن يستخدمه لفترة معينة (شهر مثلاً) بعدها تظهر النتيجة.. والنتيجة طبعاً أرباح طائلة للشركة المنتجة أو المصنعة لذلك الكريم أو المستحضر.. أما (السمراوات) فبعضهن يصدق قبل الاستعمال وأثناءه.. والبعض الآخر يقلن (إن لقحت والا ماضرها الجمل) فالمئة أو المئتان وحتى الألف ريال مبلغ بسيط.. وبالنسبة للشركة المصنعة لذلك الدواء يكون الألف ريال من ألف سمراء (مخدوعة) يساوي مليون ريال في خزينة تلك الشركة.. وبعد انقضاء الشهر يُصبن السُمُر (السمراوات) بالاحباط لأن بشرتهن بقيت كما هي أو انها تأذت (كالإصابة بالحساسية والالتهابات) من هذا الزيت أو ذاك الكريم.. الذي يوصي به أطباء ذوو بشرة شقراء (كما في الإعلانات) يكلف بعضهن المال الكثير في علاج بشرتهن من الآثار الجانبية لتلك السموم.. وفي الأخير أقول: انتبهن يانساءنا وشاباتنا وبناتنا العربيات من مثل تلك الدعايات واقنعن بما أعطاكن الله من لون بشرة أسمر جميل.. وتذكرن عنترة بن شداد وقيس بن الملوح عندما عشقا وهاما حُباً بعبلة بنت مالك وليلى العامرية.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.