في عالمنا العربي عند تقييمك لأي وطن يلزمك التعرض لمعرفة حقيقتين مهمتين.. ما هي امكانياته الطبيعية اقتصاداً ومستوى وعي؟.. ما حجم كفاءة ونزاهة من يتصدره قيادياً؟.. المعروف بداهة أنه عالم ليس بحالة إفلاس أو بؤس في امكانياته، ولكن يختلف مستوى الامكانيات، وتطل حقيقة تقول إن احتكار مكانته القيادية بمفاهيم غير رائدة التطوير وهي في صراع أن تكون.. فردياً.. أو لا تكون.. نحن في الواقع من امتدادات صحراوية فقيرة الامكانيات استطعنا قبل عصر البترول أن نوجد أول استقلال سياسي في عالمنا العربي، وعندما انطلق عصر البترول استطعنا أن نحول قرية الطين إلى مدن الأبراج السكنية وامتدادات الاستثمار المتنوعة القدرات والنتائج، ومن الطبيعي أن تكون مهمتنا في تكوين مجتمع يستفيد بكامل عضويته من امتيازات التعدد الاقتصادي والكفاءة الاجتماعية في خلق تقارب الامكانيات.. مهمة ليست بالسهلة بل كان يمكن أن تتواجد فروق مزعجة في تباين القدرات، لكن الملك عبدالله بن عبدالعزيز استطاع أن يبرهن عملياً وبخطط وعي في الدرجة الأولى تواكب خطط تطوير اجتماعي فتتمثل أهدافه ليس فقط في منجزات مشروعات تطوير ولكن في خلق ضرورات وجود عدالة اجتماعية لم يستطع التطرف الديني أن يعيقها أو الاعتزاز القبلي أو الطائفي أو المناطقي أن يحتويها بتميز خاص.. الملك عبدالله وبأرقام الميزانيات المذهلة التي وجهها مباشرة إلى مجالات تعدد الاستفادات الاجتماعية وتقارب الفئات وكبح وجود البطالة يرافق ذلك التأهيل الأول لكفاءات المجتمع الذاتية بغزارة تنوع الابتعاث.. بعد النظر وكفاءة التميز القيادي عند ملك الجميع السعودي هي التي فرضت تفوق هذا التميز على كل مظاهر الإعاقات العربية.. نحن الآن وفي كل اسبوع نقرأ عن بدايات حضور تطوير تشمل كفاءة الإنسان وتنوع كفاءة الوطن، وهذا هو التأهيل التأسيسي الذي سيجعلنا بعد أعوام ليست بالطويلة نقف إلى جانب دول سبقتنا قبل مئات السنين واستطعنا أن نلحق بها -إن شاء الله- عبر عشرات السنين..