يبدأ العام الدراسي الجديد اليوم بتطوير شامل في 25 منهجا لللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية والاجتماعية والفنية في الصفين الثاني والخامس الابتدائي والثاني المتوسط، يستهدف التطوير تعزيز المهارات وإزالة الحشو مع التركيز على ربط الطالب بالحياة المعاصرة، وترسيخ قيم الولاء للوطن والوسطية والاعتدال. ووفقًا للخبراء فإن التطوير الجديد الذي استغرق اعداده عدة سنوات يركز على توفير مناهج تربوية تعليمية متكاملة ومتوازنة ومرنة تلبي حاجات الطلاب اللازمة للحياة والتعلم، ومتطلبات خطط التنمية الوطنية، واستيعاب المتغيرات المحلية والعالمية. وتم دمج مقرر السلوك مع مقرر الفقه ليتم التركيز بشكل أكبر على السلوكيات التي ينبغي للطالب أن يتمثلها في تعاملاته. وارجع الخبراء تطوير منهاج اللغة العربية إلى الضعف اللغوي الجاري بصورة مزعجة على السنة المتعلمين وأقلامهم وتفكك الخطاب وضحالة مضامينه وتقطع أفكاره بالاضافة إلى الرغبة في انقاذ اللغة من التمزق والتفتيت اللغوى. ويهدف دمج (التاريخ - الجغرافيا - التربية الوطنية) في كتاب واحد تحت مسمى التربية الاجتماعية والوطنية إلى الحد من زيادة عدد المواد الدراسية المنفصلة في الفصل الدراسي الواحد وعلاج نواحي القصور في المناهج الدراسية المنفصلة التي ركزت على المعارف على حساب المهارات والاتجاهات. وتم صياغة موضوعات كتاب الطالب في مادة التربية الفنية على شكل مجالات تتصف بقابلية التطبيق مع التركيز على دور الطالب في التعلم والوصول إلى المعرفة وتوظيفها. وشهد منهاج التربية الإسلامية نقلة كبيرة. وعنه يقول عمر علي الغامدي مشرف التربية الإسلامية في تعليم الباحة أن التقدم السريع والتطور الذي حدث في المجتمع السعودي في الفترة الأخيرة استوجب إعادة النظر في المناهج لتواكب هذا التقدم. واضاف المناهج الحالية أدت الغرض الذي وضعت من أجله وخرَّجت أجيالًا خيرة لهذا البلد. غير أنها بحاجة إلى تطوير نوعي بما يتناسب مع التقدم العلمي والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والتغيرات العالمية. وارجع تطوير مناهج العلوم الشرعية في المشروع الشامل إلى الرغبة في تضمين المناهج القيم الإسلامية والمعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية اللازمة للتعلم وللمواطنة الصالحة والعمل المنتج كما تهدف إلى تعزيز الايجابية الحديثة مثل: مهارات التفكير، ومهارات حل المشكلات، ومهارات التعلم الذاتي، والتعلم التعاوني، والتواصل الجيد مع مصادر المعرفة. ورفع مستوى التعليم الأساسي الابتدائي والمتوسط. كما تهدف هذه الخطوة إلى جعل هذه المناهج أكثر وأشد تأثيرًا في العملية التعليمية وبناء السلوك المستهدف منها وقد مرت عبر مراحل أساسية منها المرحلة الأولى والتي بدأت في عام 1419ه وحتى عام 1422ه وفيها تمت دراسة الواقع والتهيئة والإعداد والتخطيط للمشروع الشامل. وبدأت المرحلة الثانية من عام 1422ه حتى عام 1425ه وفيها تم تحديد كفايات المتعلمين وبناء الخطة الدراسية وإعداد وثائق المنهج. وفي المرحلة الثالثة التي بدأت من عام 1425ه حتى عام 1428ه تم تدريب المؤلفين وإعداد وتأليف المواد التعليمية، وتوصيف وإعداد المواد المصاحبة. وبدأت المرحلة الرابعة عام 1428ه، وفيها تم التجريب الأولي للمواد التعليمية وتقويمها وتطويرها وتهيئة الميدان للتجريب بالتعميم وتستمر هذه الفترة حتى الحكم على نتائج التقويم. وفي المرحلة الخامسة من العام الدراسي 1431/1432ه بدأ التجريب بالتعميم لمنتجات المشروع الشامل على مدارس المملكة بعد إنجازها في المرحلة الرابعة، والحكم عليها من خلال نتائج التطبيق التجريبي. أما المرحلة السادسة التي ستبدأ من عام 1434ه وفيها التعميم الشامل والتقويم والتطوير لمنتجات المشروع الشامل لتطوير المناهج. وتحتوي الكتب الشرعية في المشروع الشامل على كتاب الطالب الأساسي ويحتوى على المادة العلمية وعدد من الأنشطة وكتاب النشاط لأغلب المواد عدا التجويد للمرحلة الابتدائية، ويحتوي على أنشطة متنوعة منها الفردي والجماعي، ومنها ما يكون في الفصل فوري ومنها واجب منزلي يحتاج فيه الطالب للبحث والاكتشاف والاستعانة بمن حوله من أفراد الأسرة أو بمراجع كالمعاجم اللغوية أو بالبحث في شبكة الانترنت. كما تحتوى على كتاب المعلم لكل منهج ويشمل الأهداف التربوية وتعريفها والأهداف العامة للمادة في المرحلة والأهداف الخاصة بالصف الدراسي وما يتوقع من الطالب في نهاية العام الدراسي ومن ثم طرائق التدريس ومزايا وخطوات كل طريقة. وتعريف بالوسائل التعليمية وأهميتها.