(الكآبة أسوأ الطفيليات الطبيعية من يغذيها لن يستطيع أبدًا التخلص من رفقتها) بينت معظم الدراسات النفسية ازدياد نسبة الاضطرابات النفسية لدى النساء ،وهناك بعض الاضطرابات التي تكاد تكون أكثر التصاقا بالمرأة مثل اضطرابات الأكل( فقدان الشهية العصبي) والاكتئاب، ويبدو أن ارتباط المرأة بالاكتئاب هو الأكثر وضوحا، فقد وجد بعض علماء النفس أن نسبة الاكتئاب في المرأة هي ضعف النسبة في الرجل. وقد أكدت هذه الدراسات أن سبب زيادة الاكتئاب لدى المرأة يكمن فيما يلي : *التكوين العاطفي: فالمرأة بفطرتها ذات مشاعر جياشة وقد خلقها الله هكذا لتواكب وظيفتها كزوجة وأم. *خبرات التعلق والفقد: فالمرأة دائما متعلقة بغيرها، فهي تتعلق بشدة بأمها وأبيها وأخوتها ثم بعد ذلك بزوجها وأبنائها. *التغيرات البيولوجية المتلاحقة للمرأة. *ما يتعرض له بعض النساء من الإيذاء الجسدي والإرهاب النفسي داخل الأسرة سواء أكان من الوالدين أو الأخوة، أو الزوج. *العمل المستمر بلا راحة : لأن متطلبات الزوج والأولاد لا تنتهي ، وحتى إذا فرغت فإن عقلها لا يتوقف عن العمل حيث إنها أكثر إحاطة بتفاصيل الأشياء في المنزل من الرجل، في حين أن الرجل ، يستطيع في كثير من الأوقات أن يريح رأسه منها. وهناك حالات اكتئاب كثيرة لا يتم تشخيصها لأسباب تتعلق بالأطباء المعالجين وأسباب تتعلق بالمرأة نفسها. فيلاحظ نقص معرفة الأطباء بموضوع الاضطرابات النفسية عموما والاكتئاب بوجه خاص، حيث يختلط لديهم بمظاهر الحزن العادية المألوفة لدى النساء، كما أنها لا تدرس بشكل كاف في كليات الطب باستثناء الذين يتخصصون في مجال الطب النفسي، ومما يزيد الأمر صعوبة أن الاكتئاب لدى نسبة غير قليلة من النساء لا يظهر في صورة صريحة ولكن في صورة شكاوى جسدية مثل، الصداع، المستمر وآلام الجسد. وبالنسبة للمرأة فهناك صعوبة لديها في مجتمعاتنا للتصريح بأنها تعاني اضطرابا نفسيا نظرا لاقتران المرض النفسي بالجنون لدى عامة الناس واقترانه بضعف الإيمان وعدم الصبر أو الحسد والسحر لذلك حين لا توجد فرصة للتعبير عن الاضطرابات النفسية بشكل مباشر وصريح فإن الجهاز النفسي للمرأة يحول جزءا كبيرا من الاكتئاب إلى أعراض جسمانية قد تصل لحد الانتحار! فيا عزيزتي لا تخجلي من البوح بما يثقل قلبك من آلام وضغوطات ،لأهل ثقات.، لتزيلي عن قلبك بعض أحزانه، فإن لم تجد صدرا حنونا يستمع لك فعليك بكتابتها على الورق بشكل يومي ومن ثم مزقي الورقة قبل أن تنامي وهي طريقة رائعة تحدث عنها الدكتور فؤاد عطية تسمى (طريقة تفريغ العقل). المهم ألا تكتمي آلامك ، حتى لا تتراكم وتترسب في لا شعورك ومن ثم تدمر حياتك .أما إذا اشتد بك المرض النفسي وضيق عليك حياتك فلا تترددي في طلب العلاج النفسي عند أطباء متخصين ثقات، وإياك والذهاب للمشعوذين والعشابين وغيرهم من المدعين، أو ممن يضربون المرأة بالعصي ويصعقونها، لإخراج الجان!! وربما لفظت أنفاسها على يديهم. كوني قريبة من الله أولا، ولا ضير من مزج العلاج النفسي والديني والله قبل كل شيء هو الشافي. نأمل أن تتظافر جهود أطبائنا النفسانيين في المملكة لعمل دارسات مستفيضة عن (طب نفس المرأة والطفل) لتصبح مرجعا ننهل من معينه!! آخر الفضفضات عانقتَََ أغصانًا وعانقتُ الجوى وشكوتُ والشكوى عليّ حرامُ