لسنا منسوبي التربية والتعليم فحسب بل جميع فئات هذا المجتمع الحبيب نهتم بإنجازات التربية والتعليم نتابع أخبارها ونفرح بجديدها وذلك لأهميتها فهي منبع النور على كل الوزارات وأهم من كافة القطاعات بل هي أساس قيام أو تخلف الحضارات ، وكم كان (يوم السبت الموافق 19 من شهر صفر عام 1430ه) يوما تاريخيا مميزا بالنسبة لنا ، حيث استبشر الجميع بذاك الخبر السار وهو تعيين ( الدكتورة نورة الفايز) بمنصب نائب وزير التربية والتعليم مما جعلنا نتبادل التهاني والتبريكات كما لو كنا في يوم عيد ، وكان مما أسعدنا أكثر ماعرفنا عنها من كريم الخصال وعلاوة على أنها شخصية تقية ملتزمة بحجابها متمسكة بدينها معتزة بأصالتها فإنها أيضا من بنات جنسنا أي أنها ستتفهم وضعنا كنساء أي تعي تماما معاناة المرأة وتقدر ظروفها وتثمن تضحياتها في قطاع التعليم وهذا مادفعنا أكثر للترقب والشوق لما ستبدعه وما ستنجزه لدفع عجلة التقدم العلمي والمعرفي . لكن ومع بالغ الأسف سرعان ماتتحطم الآمال على صخرة الواقع ويحدث مالا يكون في الحسبان ، فكيف سيتجلى الإبداع لشخص ما والظروف المحيطة به تسربله وتكبله فقد كان تعيين ( نورة الفايز) في وقت تجري فيه الرياح بما لا تشتهي السفن كان في سنين عجاف إذ لا معلمات حيث لا تعيينات ولا إمكانيات ولا كوادر ... تقلصت أعداد المعلمات بشكل لا يتصور بسبب ازدياد أعداد الطالبات وكثرة تقاعد المعلمات وتوقف التعيين في ظل خطط وسياسات لا ندري إلى أي شاطىء ستوصلنا والضحية في ذلك التربية والتعليم , فعدد حصص المعلمات تفوق الأربع والعشرين حصة ولا تزال بعض المناهج معطلة بلا تدريس ..هذا ولا تجديد ولا تحسين في ميزانية المدارس , حتى صارت المشرفات التربويات أثابهن الله يحاولن سد العجز بشتى الطرق إلى أن تتكدس أعداد الطالبات في الفصول بغض النظر عن الدقة في العطاء واستيعاب المناهج بل يجب أن تتقن جميع الطالبات وإن لم تتقن ويجب ألا يخفق أحد حتى وإن أخفقن يعني بصريح العبارة (مشي حالك) , (واللي مايرضيها الوضع تتقاعد)..... وتقاعد يليه تقاعد... ولا جديد ولا تزال الأنظمة مستمرة في صرامتها ونظل نردد لا تطالبونا بام لا تتوفر مقوماته ولم تهيأ له مدارسنا ... ولا مجيب. بعدها كيف بل وكيف يحق لنا أن نطالب (نورة الفايز) بأن تنجز وتبدع أو تؤثر إيجابا في العملية التعليمية والظروف تجري في الاتجاه المعاكس لها، ( ألقاه في اليم مكتوف اليدين وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء) ولا شيء في أيدينا سوى أن نقول : كان الله في عونك يانورة الفايز على تحمل الأمانة التي أشفقت من حملها السموات والأراضين وأثابك ورفع قدرك وأيدك بتأييده ، ونقول للمسؤولين لاتلحقوا بها ولا بنا لومكم عندما تلمسون هشاشة الأجيال القادمة .