التضخم شبح ووحش يفتك بالطبقة الوسطى وهي تصارع الآن للوقوف أمامه والصمود في وجهه فالغلاء يجتاح كل شيء وعم كافة مناحي الحياة ومع ضعف قيمة الريال وكون التضخم مستورداً لايستطيع أحد السيطرة عليه مع الإضافة لعوامله الداخلية المتمثلة في صعود الإيجارات وهو أمر يعترف به كافة المعنيين بالشأن الاقتصادي جاء نظام (ساهر) ليكون غصة في حلوق الموطنين لا يستطيعون دفع آثارها المادية مع الاعتراف أن هناك شريحة ممن يقودون السيارات ينطلقون بأنفسهم ويسيرون بمن حولهم نحو الموت بسرعة جنونية لا تصدق وهذا جزء من الحقيقة لا أحد يستطيع أن ينكره ، ونظام ساهر يعالج هذه الأخطاء وسيقف حائلاً بين وجود هذه الممارسات في المستقبل ، لكن الحقيقة الكبرى التي لم يحدثنا عنها من وضع هذا النظام أو ناقش تفاصيلها حين قولهم إن نظام ساهر حد من الوفيات بشكل واضح ومؤثر والأرقام التي أعلنوا عنها لم يذكروا في بيانها أن غالبها حوادث ووفيات على الطرق السريعة ولم يوضحوا أن كثيراً منها وقع بسبب المواصفات والمقاييس التي تكون في السيارات المستوردة من الخارج دون المعايير الفنية المعمول بها عالمياً خصوصا فيما يتعلق بالإطارات والمكابح أيضا جزء من هذه الحوادث يعود لعدم أهلية من يقود هذه المركبات إما لصغر عمر أو لضعف قدرة فكيف سمح لهم بالقيادة وأيضا الطرق لها مسؤولية فقد يكون بعضها مساراً واحداً وليس مزدوجاً وأيضا إذا كانت الصحف تطالعنا بين فترة وأخرى بأحكام قضائية عدل فيها القضاة عن السجن وهي عقوبة يستحق المخطئ عليها هذا الحكم لأنه يرى استصلاح المذنب وسيلة كافية لتأديبه مع أهمية الخدمات التي سيقدمها لمؤسسات المجتمع المدني والفائدة التي ستعود على الجميع إيجابا فكيف نجد نظام ساهر بغراماته الباهظة والمتكررة سبباً في خلق حالة مأساوية بسبب أخذ أمواله ومنعه من الحصول على خدمات كالاستقدام مثلاً وتعطيل مصالحه وحرمانه من بعض حقوقه التي يكون مضطراً إليها وإذا سلمنا أن هذه الحوادث تسببت في ذهاب الأرواح وهي لا تقدر بثمن وكانت وراء ها إعاقات جسدية ظل أصحابها على كراسي متحركة مدى الحياة ويحتاجون رعاية مستمرة وملازمة لهم دوماً مع ما ينالُ الاقتصاد من خسائر مادية فلماذا لاتذهب هذه الأموال في إنشاء مستشفيات متخصصة لضحايا هذه الحوادث تٌخفف آلام الضحايا وتساهم في علاجهم وتأهيلهم لممارسة الحياة ومعالجة طرقنا وشوارعنا التي أتلفت مركباتنا وأعصابنا, وإعادة تأهيلها من جديد, فجلها تحولت الى ورش مفتوحة, وحفر مطمورة تتحول أثناء مواسم الأمطار الى مصائد ومكائد لقاصدي سبيلهم, فهل من سبيل الى تخصيص جزء من ايرادات " ساهر" للتخفيف على من تم تصيده بقصد الجباية.