يتعرضُ كثيرٌ من الرجالِ إلى حرجٍ شديدٍ إذا بالغت زوجتُه في الطلبات المرهقة له ، وهو لا يستطيع توفير طلباتها المتكررة، وذلك لظروفه المادية وظروف الحياة القاسية. إنّ الرجلَ مُطالبٌ بتوفير طلباتِ أسرته الضرورية التي لا غنى لهم عنها بقدر ما يستطيعه وما يُطيقه لا ما تتطلع إليه عين زوجته وطموحاتها ( لا يُكلّف الله نفساً إلا ما آتاها). ولو استطاع الرجلُ أن يجد له عملاً إضافياً ليزيد من دخله الشهري ليحسنَ من دخل أسرته لكان هذا طيّباً ولنْ يُحرمَ الأجر والثواب من الله على ما يبذل ، بشرط ألاّ يكلّف نفسه أكثر من طاقتها وقدرتها. إنّ الكثير من النساء هداهنّ الله يقلدن غيرهن من النّساء في الملبس والمأكل والمشرب دون تعقل ، إذا رأت إحدى قريباتها أو صديقاتها تلبس من الماركة الفلانية فإنّها تلزم زوجها بتوفير ذلك الملبس لها وقد تضطره للاستدانة من النّاس وتكليفة الدين ، وإذا حاول زوجها أن يقنعها بأن ترضى بلباس سعره مناسب لراتبه ومقدرته المالية رفضت وقالت له: أريد منك توفير ما أحتاجه بأي طريقة. إنّ هذا الأمر يوجد لدى الكثير من النّساء ، ولا شك أنّه من الأمور التي تُسبب التوتر في الحياة الزوجية ، ولقد أسفتُ كثيراً عندما اتصلتْ عليّ فتاة تطلبُ مني أن أبحث لها عن زوجٍ أحواله المادية ممتازة ، وأخبرتْ أنّه سبق وأن تزوّجتْ برجلٍ صاحب أخلاق فاضلة ومتدين كان راتبه الشهري قليلاً ، فطلبت منه الطلاق لقلة راتبه الشهري. إنّ تصرف هذه المرأة تصرفٌ مرفوض ويدل على عدم قناعتها بما كتب الله لها ، وكان الأفضل لها أن تصبر على زوجها وسوف يرزقها الله المال والسعادة إذا صبرت واحتسبت الأجر والثواب من الله (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب). إنّ الذي ينبغي للنّساء أن يكون منهنّ تقدير لأزواجهنّ وأن تكون الطلبات بقدر المستطاع وبحسب القدرة.