كشف عبدالله زينل وزير التجارة والصناعة عن توجه الوزارة لتنظيم عدة مؤتمرات وورش عمل بمشاركة ورعاية من القطاع الخاص والمنظمات الدولية لإبراز المكاسب الفعلية للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وسبل نفاذ السلع الوطنية للأسواق العالمية, بالاضافة للتوعية بوسائل تفادي قضايا الإغراق في بعض الأسواق العالمية. وقال زينل في افتتاح اللقاء الذي نظمته شركة التصنيع إن اتفاقيات منظمة التجارة العالمية تحمل موضوعات معقدة وشائكة تحتل اهتماماً خاصاً من الدول الأعضاء، وتطورت من خلال مفاوضات شاقة وطويلة منذ اتفاقية الجات 1947م إلى أن أنشئت منظمة التجارة العالمية عام 1995م وما زالت هذه المفاوضات تحظى باهتمام هذه الدول، مبينا أن عدة دول عملت على تصميم برامج خاصة لفهمها والتوعية بها، حيث إن من يدرك أهميتها يستطيع أن يحقق مكاسب فورية بأن يصبح جزءاً فاعلاً في منظومة الدول التي تؤثر على سير المفاوضات وتحقق مكاسب من انضمامها لمنظمة التجارة العالمية. وأبان زينل في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد الكثيري وكيل الوزارة للشؤون الفنية أن "التجارة" أدركت أهمية التوعية لفهم هذه الموضوعات, مضيفا: "يتواصل العمل في هذا الموضوع من خلال التعاون مع شركات القطاع الخاص التي تدرك هي الأخرى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات واستمرارها من خلال إطلاق هذا البرنامج، وإن اختلفت الأشكال التي سوف يتم بها طرح مثل هذه اللقاءات كورش العمل أو المحاضرات أو الندوات وغيرها، وهذا اللقاء نواة وشاهد على ارتفاع مستوى الوعي بأهمية فهم سير قواعد واتفاقيات منظمة التجارة العالمية لنحقق من خلالها مكاسب عن طريق الخوض في المفاوضات والمشاورات مع الدول الأعضاء للدفاع عن حقوقنا وتعزيز حضورنا في أروقة منظمة التجارة العالمية". وشدد زينل على أن دقة اختيار الموضوعات التي سوف تطرح في الملتقيات تنبع من أهميتها وانعكاسها المباشر على القطاع الخاص, فالوصول إلى الأسواق العالمية هدف تسعى إليه جميع الدول المنتجة والمصدرة، ليس فقط في الصناعة بل في كافة المجالات كالخدمات وغيرها. بل إنه يعد من أهم الأسس التي تقود إلى تحرير التجارة العالمية. كما أن النفاذ للأسواق موضوع مرتبط بفهم الاستثناءات التجارية المشروعة مثل مكافحة الإغراق ومكافحة الدعم وزيادة الواردات غير المبررة وهذه الوسائل منحتها اتفاقيات منظمة التجارة العالمية للدول الأعضاء التي تثبت وقوع ضرر على صناعتها, مضيفا أن منظمة التجارة العالمية تدرك أهمية التوعية بموضوعات التجارة الدولية بل إنها ترحب بالدول الأعضاء التي تبادر للاستفادة من التسهيلات الممنوحة وسوف نعمل على استمرار هذا التواصل مع منظمة التجارة العالمية بمشاركتكم ورعايتكم لمثل هذه المناسبات التي تعود علينا بلا شك بالنفع والفائدة من خلال رفع نسبة الوعي بهذه الموضوعات لدى العاملين بالشركات المنتجة والمصدرة في المملكة فهي من أهداف الوزارة التي تعمل على تعظيم الاستفادة من الانضمام لمنظمة التجارة العالمية. جانب من حضور الجلسات وأضاف: "تعلمون أن ما قامت به حكومتنا من جهد وعمل دؤوب وضع المملكة من اقتصاديات الدول العشرين وهذا يضعنا أمام تحد لمقارعة الدول ذات الاقتصادات الكبرى ويتطلب منا العمل على تعزيز مكاسبنا التجارية والاقتصادية وهذا لا نناله إلا بفهم التزاماتنا وفهم حقوقنا والدفاع عنها من خلال العمل المشترك بين القطاعين العام والخاص للإلمام التام بموضوعات التجارة الدولية وتعزيز التفاوض بشأنها". من جانبه قال المهندس مبارك الخفرة رئيس مجلس إدارة شركة التصنيع إن تنظيم هذا الملتقى برعاية وزير التجارة ونخبة من الاقتصاديين والخبراء العالميين في منظمة التجارة العالمية يأتي "استجابة" لما تمليه المصلحة الوطنية، وينبع من حرص شركة التصنيع على أن تكون شريكاً كاملاً للقطاعين العام والخاص وتلعب هذا الدور أيضا لمعرفتها وقناعتها بالدور الذي تقوم به منظمة التجارة العالمية التي أيدت هذه الأفكار ودعمت وساهمت من خلال إيفادها لخبيرين من خبرائها لعقد هذه اللقاءات التي تسهم بإيجاد الحلول وتذليل الصعاب أمام فتح الأسواق العالمية ومكافحة الإغراق. وأضاف الخفرة: "إن هذه القضايا نعيشها كمنتجي ومصنعي ومسوقي البتروكيماويات والكيماويات وكثير من الصناعات القائمة على التصدير ونناقشها في كثير من المحافل والمؤتمرات الدولية، وأنا على يقين أن كل فرد منا يسعى وبشتى الطرق كي نتجنب قضايا الإغراق مع السعي لإيجاد طرق يسيرة وسهلة لفتح الأسواق العالمية لمنتجاتنا". وتطرقت جلستا الملتقى الذي تعقد جلساته في الرياضوجدة والخبر بمشاركة منظمة التجارة العالمية ممثلة بالخبيرين سامر اليزل وكارلو كاسترين وعدد من الخبراء الاقتصاديين. وتطرق المشاركون في الجلسات للمشاريع الخاصة في منظمة التجارة العالمية والتعريف بنوعية القضايا والمشاكل المؤدية للاغراق. كما تطرقت جلسات الملتقى لسبل نفاذ السلع للأسواق العالمية ووسائل تبسيط العمليات الاجرائية.