الأطفال الذين لديهم صعوبات تعلم هم أطفال يتمتعون بقدرات عقلية عادية وذكاء طبيعي ولايمكن أن نصنفهم ضمن فئات ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى من ذوي القدرات العقلية المنخفضة، ويمكن التعرف عليهم عندما نلاحظ تدنياً مستمراً في التحصيل الدراسي للتلميذ مقارنة بزملائه في الصف الدراسي في مهارة أو أكثر من مهارات التعلم سواء في مادة الرياضيات أو القراءة أو الكتابة ونحوها، بشرط ألا يكون السبب عائداً إلى وجود نقص في الذكاء أو إعاقة بصرية أو سمعية أو حركية أو اضطراب نفسي أو ظروف أسرية أو اجتماعية أو تعليمية غير مناسبة، لكن قد تحدث هذه الصعوبة متلازمة مع تلك الإعاقات والظروف التي تحد من تقدمه في الدراسة ويصبح غير قادر على اكتساب المهارات اللغوية أو الإدراكية البصرية أو التعلم بطريقة عادية مقارنة بزملائه في الفصل، لذا فهو بحاجة إلى استخدام استراتيجيات تتناسب مع الصعوبة التي تحد من تقدمه في كل مهارة ومن تلك الطرق التي أثبتت الدراسات فاعلية استخدامها مع الأطفال الذين لديهم صعوبات التعلم: إستراتيجية تحليل المهارة ( أي تقسيم المهارة إلى خطوات فرعية متسلسلة إلى أن نصل إلى المهارة الأساسية ويقوم الطفل بمحاكاة تلك الإستراتيجية)، إستراتيجية الربط الحسي ( ونعني بذلك ربط المهارة بأشياء محسوسة وملموسة من واقع حياة الطفل وتساعده هذه الإستراتيجية على ترسيخ المهارة وسرعة استرجاعها)، إستراتيجية الحواس المتعددة ( في هذه الإستراتيجية نستخدم أكثر من حاسة كحاسة البصر والسمع واللمس معاً أثناء تعليم الطفل مع استخدام الوسائل التعليمة المتنوعة والمناسبة مع نوع المهارة المطلوب من الطفل تعلمها)، إستراتيجية تبادل الأدوار ( حيث يتم الاتفاق مع الطالب قبل شرح الدرس بأنه في حالة الانتهاء من شرحه سيتم تبادل الأدوار حيث يقوم الطالب بتمثيل دور المعلم والمعلم يمثل دور الطالب ويقوم الطالب بشرح الدرس للمعلم مع تصحيح الأخطاء التي يقع فيها الطفل من قبل المعلم)، إستراتيجية تدريس الزميل ( يمكن من خلال هذه الإستراتيجية الاستعانة بأحد زملاء الطفل الذي يمتلك مهارات أفضل نسبياً بتدريس ذوي الصعوبة مهارة معينة لكن يجب أن يتأكد المعلم بان ما يقوم به زميل ذوي صعوبات التعلم يتم بشكل صحيح). من خلال تلك الاستراتيجيات المتنوعة نضمن تعلماً نشطاً وفعالاً ونحقق تقدماً ملموساً في إتقان الأطفال الذين لديهم صعوبات التعلم لعدد من المهارات ونزودهم بخبرات وفرص نجاح متكررة بعيدا عن الفشل وخيبة الأمل، كما يجب علينا كمربين وأولياء أمور ألا نغفل عن تزويدهم بتغذية راجعة ايجابية حتى يستطيع هؤلاء الأطفال رؤية النجاحات التي يحققونها بدافعية عالية. * عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم