وقّع جيش جنوب السودان اتفاق هدنة لوقف اطلاق النار مع مقاتلين موالين للجنرال المنشق عنه جورج أتور، ما يرجح تخفيف مصدر محتمل لزعزعة الاستقرار قبل قيام عملية الاستفتاء المنتظر انطلاقها غداً. ويعتبر أتور ضابطاً سابقاً كبيراً في جيش جنوب السودان وآخر قائد مهم للمتمردين يقاتل ضد السلطات التي تسيطر على ما قد يصبح أحدث دولة مستقلة في أفريقيا. وأرسل أتور الذي يقيم حالياً في ولاية جونقلي وفداً وقع اتفاق الهدنة في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية بفندق في جوبا عاصمة الاقليم. وبالمقابل أصدرت مفوضية استفتاء الجنوب لائحة لتنظيم عملية عد الأصوات وفرزها وإعلان النتائج. في السياق ذاته أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميريكي السناتور جون كيري عقب مشاورات مع قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان التزام رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما بتطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن. وتفرض أميركا حظراً اقتصادياً على السودان، كما أنها تضع الخرطوم ضمن لائحتها للدول الراعية للإرهاب. ودخل كيري في نقاشات مع قيادات المؤتمر الوطني برئاسة الأمين السياسي للحزب إبراهيم غندور. وبحث الاجتماع سبل إنجاح الاستفتاء المقبل بجانب بعض القضايا ذات الصلة، كما تطرق اللقاء لتطوير العلاقات السودانية الأميركية. وأكد كيري أن إجراء الاستفتاء بشكل سلمي يعد "فرصة تاريخية" لتعامل السودان مع القضايا الاقتصادية وجذب الاستثمارات. وجدد التزام أوباما بالعملية السلمية وإعادة العلاقات السودانية الأميركية بما ينفع الشعبين. وبالمقابل تسلم كيري من رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض الصادق المهدي رؤية حزبه للمرحلة القادمة حال وقوع انفصال الجنوب. وشملت الرؤية سبع نقاط أهمها كتابة دستور جديد للسودان الشمالي يضمن المساواة والمواطنة والتنوع واللامركزية بجانب تقوية العلاقات بين الشمال والجنوب وحل مشكلة دارفور وفق رؤية أهلها. إلى ذلك تعرف رئيس الفريق الأميركي لدعم التفاوض والاستفتاء السفير بريستون لايمن على آخر الاستعدادات لانطلاق عملية الاقتراع . ووصف لايمن تصريحات البشير في جوبا بالإيجابية فيما يخص القبول بنتيجة الاستفتاء، متمنياً أن يتم تنفيذ الاستفتاء بصورة سلسلة. ودعا لإقامة علاقات اقتصادية وتنموية بين الشمال والجنوب إذا حدث الانفصال، مؤكداً اهتمام الولاياتالمتحدة بالشأن السوداني.