رحبت أوساط سورية رسمية بخطوة الرئيس الأمريكي بارك أوباما تعيينه الدبلوماسي روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في دمشق، حيث إن هذه خطوة من "شأنها أن تسهم في رفع مستوى التعاطي بين حكومتي البلدين برغم تأخر هذه الخطوة بعض الوقت". وقال السفير السوري عيسى درويش، معاون وزير الخارجية السابق والعضو البارز حاليا في لجان تطوير فكر حزب البعث الحاكم التي أنشأتها قبل مدة القيادة السورية، إن "الرئيس اوباما أعلن أكثر من مرة رغبته العمل الجاد على إحلال السلام في المنطقة سواء عبر خطاباته من عواصم إقليمية فاعلة سواء في القاهرة أو أنقرة بعيد تسلمه مهامه أو من أماكن أخرى". وأضاف درويش " أثبتت سورية كما قال الرئيس بشار الأسد دوما أنها مع السلام وراغبة به ولكن لا شريك إسرائيلي في عملية السلام". وتابع "أثبتت التجارب خلال العقود الأربعة الماضية أنها (سورية) لاعب مهم في المنطقة ومن مصلحة واشنطن أن يكون لديها سفير في دمشق لينقل لإدارته الموقف السياسي السوري ويتم التعاطي وفق الأعراف الدبلوماسية المعمول بها بين كل البلدان". وأوضح "سورية بلد حاضر في المنطقة، من البحر حتى أفغانستان ومن مصلحة واشنطن العمل مع دمشق على أمن واستقرار المنطقة، فهذه الخطوة المتأخرة مرحب بها، خاصة أن لدمشق تقاطعاتها لدى شعوب المنطقة ومن الطبيعي أن تهتم الولاياتالمتحدة ببلد مثل سورية". كانت واشنطن سحبت سفيرتها مارغريت سكوبي من دمشق في الخامس عشر من شهر شباط/فبراير 2005، وهو اليوم التالي لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحرير ومجموعة من اللبنانيين. شنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش هجوما على دمشق منذ تلك الفترة واتهمتها بالوقوف ضد إسقاط نظام البعث الصدامي في العراق وتسهيل عبور الإرهابيين عبر حدودها مع العراق، الأمر الذي نفته دمشق مرارا. كما أصدرت إدارة بوش عدة قوانين ضد السلطات السورية أبرزها "قانون محاسبة سورية" الذي كبل الحكومة السورية، ولا يزال. لكن ومنذ مجيء إدارة اوباما إلى البيت الأبيض، أخذ الحوار يعود تدريجيا بين مسئولي البلدين.