انقلب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا على نفسه وهو يعترف بخطأ قرار الحكم عباس إبراهيم في مباراة الاتفاق والاتحاد في الجولة ال 14 من دوري (زين) السعودي للمحترفين، الذي أثار ضجة كبرى في الوسط الرياضي، حينما قام بإشهار البطاقة الصفراء في وجه اللاعب الأرجنتيني سبستيان تيجالي لاستخدامه (مصاصة أطفال) للتعبير عن فرحته بإحراز هدف، وهي البطاقة التي تسببت بطرده من المباراة، لكونها البطاقة الصفراء الثانية التي أشهر على ضوئها إبراهيم في وجهه البطاقة الحمراء. وجاء اعتراف المهنا بخطأ إبراهيم بعد 18 يوماً من القضية التي عرفت في الوسط الرياضي السعودية بقضية (مصاصة تيجالي)؛ إذ ظل رئيس اللجنة يقف منتصراً لإبراهيم في كل تصريحاته الصحفية طوال تلك المدة، حتى فاجأ الجميع بخروجه في اجتماع اللجنة الشهري الذي عقده يوم الاثنين الماضي معترفاً بخطأ عباس؛ إذ أكد عدم صحة قراره بإشهار البطاقة الصفراء، مشيراً في الوقت نفسه إلى انه كان على الحكم أن يطلب (المصاصة) من اللاعب ويقوم بإخراجها بعيداً عن الملعب، مردفاً كلمة بالقول: "من حق اللاعب أن يحتفل بهذه الطريقة على أن تكون غير مستفزة للجمهور الخصم". ولم يكتف المهنا بشرحه للحالة، بل زاد بقوله: "اتخذنا قراراً بأن اللاعب الاتفاقي إذا ما كرر الحركة في المستقبل، فلن يمنح إنذاراً وقد أعطينا الحكام تعليمات بهذا الخصوص وفق القانون، ولو أنذره عباس إبراهيم أو غيره فإنه سيتم إيقافه". وتأتي المفارقة في اعتراف المهنا انه كان حتى وقت قريب يصطف إلى جانب الحكم عباس إبراهيم في قبالة من كانوا يرون خطأه في القرار، سواء من خبراء التحكيم ومحللي القنوات الرياضية كمحمد فودة، وعبدالرحمن الزيد، أو من الإعلاميين الذين دعموا موقف نادي الاتفاق، وكذلك اللاعب الأرجنتيني، وليس بعيداً عنا موقفه في مداخلته في برنامج (مساء الرياضية) في القناة الرياضية السعودية حينما دافع عن الحكم القضية، مستنداً في دفاعه على رأي المحلل التحكيمي المصري جمال الغندور، معتبراً رأيه محايداً إزاء الآراء الأخرى كرأي الزيد وفودة، وذاهباً إلى أبعد من ذلك حينما اعتبر عملية تخطئ عباس إبراهيم (حملة) غير صحيحة. ولم يكن اعتراف المهنا وإن تأخر إنصافاً فقط لمن خطَّأوا عباس إبراهيم، بل جاء في الوقت نفسه محرجاً للجنة الفنية في اتحاد الكرة التي ردت الاحتجاج الذي قدمه نادي الاتفاق الذي اعتبر تصرف اللاعب لا يندرج تحت بند سوء السلوك، وإنما كان تعبيراً عن فرحته بالهدف دون الإساءة لأحد، وهو التبرير الذي رفضته اللجنة التي قررت تثبيت قرار الحكم بإيقاف اللاعب، بعد اجتماع لها حضره المهنا بمعية الحكم عباس إبراهيم، حيث استندت اللجنة على تقرير الأخير الذي أكد فيه صحة قراره بمنح اللاعب البطاقة الصفراء الثانية، وكان حرياً بالمهنا أن ينتصر للقانون، بدلاً من وقوفه متفرجأ على ظلم اللاعب، وهو ما أثار حفيظة الاتفاقيين. وفي ذات الصعيد اعتبر الخبير التحكيمي ومستشار لجنة الحكام محمد فودة إقرار اللجنة بخطأ الحكم عباس إبراهيم ليس انتصاراً له، إزاء من شككوا في تحليله للحالة وإنما انتصار للقانون، مشدداً على أنه لا ينطلق في تحليلاته للحالات التحكيمية من هواه الخاص، أو مزاجه الشخصي، وإنما من مقررات قانون كرة القدم. وقال ل "دنيا الرياضة": "استندت في تحليل حالة (مصاصة تيجالي) على (المادة 4) من قانون كرة القدم، التي تقرر معدات اللاعب التي تشمل "الشورت، الفانيلة، الشراب، الحذاء"، وبما أن اللاعب لم يجلب معه أي أداة خطرة، ولم يستفز الفريق الخصم أو الجمهور في تعبيره عن فرحته، فمعنى ذلك أنه لم يصدر منه أي تصرف أو سلوك غير رياضي يستوجب العقوبة، وعليه كان على الحكم أن يعاين الأداة للتأكد منها، وفي حال تأكد عدم خطورتها، كان حري به ان يأمره بإخراجها من الملعب".