أكد الرئيس بن علي أنه يقدّر الشعور الذي ينتاب أي عاطل عن العمل وخصوصا عندما يطول بحثه عن الشغل وتكون ظروفه الاجتماعية صعبة وبنيته النفسية هشة مما يِؤدى به إلى الحلول اليائسة ليلفت النظر إلى وضعيته- وذلك في إشارة إلى الشاب محمد البوعزيزي الذي أقدم على إحراق نفسه في مدينة سيدي بوزيد احتجاجا على وضعه الاجتماعي المتردّي – وقال الرئيس بن علي في كلمة إلى الشعب التونسي تم بثها عبر القنوات الإذاعية والتلفزية التونسية أنه لا يدخر جهدا لتفادي مثل هذه الحالات بالمعالجة الخصوصية الملائمة مواصلا سياساته وبرامجه من أجل التشغيل ورعاية ضعاف الحال والإحاطة بالأسر المعوزة وتفعيل التنمية الجهوية عبر برامج استثمارية متوالية شملت كل مناطق البلاد وكان آخرها ما أقره في المجلس الوزاري ليوم 15 ديسمبر الحالي وما أعلن عنه من برامج إضافية ستفوق الاعتمادات المخصصة لها ستة آلاف وخمسمائة مليون دينار في إطار حرصه الدائم على تأمين كل مقومات التنمية المتوازنة والمتكافئة بين الجهات والتوزيع العادل لثمارها بين الفئات...مبينا أن البطالة شغل شاغل لسائر بلدان العالم المتقدمة منها والنامية وأن الحكومة نبذل كل الجهود للحد منها ومعالجة آثارها وتبعاتها خصوصا بالنسبة الى العائلات التي لا مورد لها. وستبذل الدولة جهودا إضافية في هذا المجال خلال المدة القادمة. وقال بن علي إنه وإن تم تحقيق نتائج مرموقة في مجال التعليم كما ونوعا فذلك محل تقدير وتثمين من قبل الهيئات الدولية والأممية المختصة حيث يجسم خيارا جوهريا ثابتا في السياسة التونسية من أجل بناء شعب مثقف. مبينا أنه رغم الصعوبات التي يطرحها هذا النوع المستجد من البطالة فإنه يبقى مصدرا للتفاؤل بالمستقبل تفاؤل شعب متعلم يثابر من أجل الرقي ومزيد من التقدم. وقال بن علي " لقد دأبنا منذ التغيير على تكريس الحوار مبدأ وأسلوبا للتعامل بين سائر الأطراف الوطنية والاجتماعية حول القضايا والمستجدات التي تطرح أمامنا. ولا يمكن بأي حال من الأحوال رغم تفهمنا أن نقبل ركوب حالات فردية أو أي حدث أو وضع طارئ لتحقيق مآرب" سياسوية "على حساب مصالح المجموعة الوطنية ومكاسبها وإنجازاتها وفي مقدمتها الوئام والأمن والاستقرار. كما أن لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم الى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض في دولة القانون مهما كانت أشكاله وهو مظهر سلبي وغير حضاري يعطي صورة مشوهة عن بلادنا تعوق إقبال المستثمرين والسواح بما ينعكس على احداثات الشغل التي نحن في حاجة اليها للحد من البطالة. وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم...وجدد بن علي التأكيد على احترام حرية الرأي والتعبير والحرص على ترسيخها في التشريع والممارسة واحترام أي موقف اذا ما تم في اطار الالتزام بالقانون وبقواعد الحوار وأخلاقياته. وكان الرئيس زين العابدين بن علي قد استقبل والد محمد العماري الذي توفي بمدينة منزل بوزيان ووالدة محمد بوعزيزي الذي أقدم على إحراق نفسه وكذلك والدة حسن بن صالح ناجي الذي توفي بصعقة كهربائية وعبر لهم عن مشاعر مواساته وعن حرصه بهذه المناسبة على الاطلاع على ظروف عيش هذه العائلات وإحاطتها بالرعاية الاجتماعية اللازمة.كما تحول الرئيس زين العابدين بن علي إلى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس حيث عاد الشاب محمد البوعزيزي الذي أقدم على إضرام النار في نفسه ويخضع حاليا للرعاية الصحية المركزة.واستفسر عن تطور وضعه الصحي .