احتفالية فوز "الرياض" بجائزة الأفضل عربيا لم تمر بشكل تقليدي ممل ، فالحضور الكثيف الذي كان يتوقع حفلا خطابيا يسم كل المناسبات الرسمية، فوجئ بتنظيم يكسر التقليدية وتنوع جعل الحضور تارة يصفق إعجابا وتقديرا وتارة أخرى يضج بالضحك. مفاجأة الحفل كان استضافة عبدالله بن سيف، أقدم موزع لجريدة الرياض حيث كان يعمل في مهمة توزيع الجريدة منذ بداية صدور الجريدة عام 1385 ه. العم ابن سيف كان حضوره لفتة وفاء في احتفالية "الرياض، الا ان حضوره كان بالفعل لافتا ومميزا حيث جعل يحكي بتلقائية وبساطة عن تلك الذكريات التي واكبت التأسيس، عن "الغريفات" الصغيرة التي كانت تصدر منها الجريدة في شارع الثميري يوم ان كانت تدعى "صحيفة اليمامة" . قصيدة فايزة الحربي التي شاركت بها فرحة الرياض حديث ابن سيف التلقائي وبساطته ألقت بأجواء من الحميمية والمرح على الحضور خصوصا عندما بدأ في سرد اطرف المواقف التي لازالت عالقة في ذاكرته . تحدث عن دورة العمل البسيطة آنذاك منذ خروجها من المطبعة ووضعها على الدراجة الهوائية التي كان يستعملها في توزيع الجريدة على المكتبات والدوائر الحكومية. كانت الأرقام والمسميات والأماكن التي يتحدث عنها العم ابن سيف بسيطة ، فراتبه الذي لم يتجاوز المائة وخمسين ريالا ، ومنزله الذي استأجره بقرابة الألف ريال في السنة والحديث عن شارع العصارات والثميري والخزان اعادت الحضور عشرات السنين للوراء تاركة على وجوههم ابتسامة الحنين الى الماضي الجميل. الرويلي.. راعي الغنم الذي لا يمل الصعود الى الأعلى الزميل علي الرويلي كان ايضا اضافة استثنائية في الحفل. وقف بكل فخر يحكي قصته الملهمة والتي بدأت من صحاري عرعر ، يوم أن كان طفلا يرعى الغنم فيما ترتسم في ذهنه سيناريوهات أكبر مما يتحملها خياله الصغير آنذاك. انطلق الرويلي يسرد من ذاكرة ليست بعيدة العهد، اخذ الحضور معه في رحلة لا تتجاوز الثلاثة عشر عاما شهدت احداثا ونقلات نوعية غيرت مجرى حياته فراعي الغنم تحول الى حارس امن يحمل روحا متمردة تعلم يقينا ان ما يحدث هو مرور بمراحل لن يبقى فيها كثيرا. تسلح حارس الأمن بالكثير من العلم وتنقل في وظائف مسائية سهلة للتوافق مع رحلة الطلب التي جاء من أجلها. علي لم يتوقف حتى بعد ان نال شهادته الجامعية وعين رسميا محررا في صفحة الاقتصاد اذ لمع نجمه بسرعة وبات من ابرز المحررين في الجريدة. رغم حديث الرويلي المختصر عن رحلته الا ان ذلك الخطاب كان ملهماً وشجاعا وتجاوب معه الحضور بالكثير من التقدير والاعجاب، الأمر الذي حدا بسمو الأمير سلمان أن يحادثه عقب الكلمة ويشيد بانجازه كما أكد سموه على ضرورة تدوين هذه التجربة لتكون سيرة تحتذى لكل الشباب الطامحين في مستقبل مشرق. مئتا ورقة شعر في ليلة "الرياض" قراء جريدة الرياض الأوفياء شاركوا الصحيفة فرحتها، القارئة فايزة بنت محسن الحربي قدمت وسيلة مبتكرة ولطيفة لتوصيل محبتها لجريدتها المفضلة، فقد تفاجأ الزملاء بصندوق كبير مزخرف يضم أكثر من مئتي مطوية تضم نثرا شعريا كتبته لهذه المناسبة. تقول فايزة في قصيدتها : يا رياض على القلب غالية زهوت عذبة الكلام صادقة كنت بطرحك للأمن حامية من الاعماق تسعين دوما جاهدة بطيب المقال ووصف الحال كاتبة وللقارئ والمثقف ساعية باذلة نقلت الحياة لنا شفافة صافية ونقلت الحياة بنا امجادا عالية الى الرقي والسمو حالمة .. احبك يا رياض ورقية .. ورقمية فكلك يا رياض دوما رائعة يزدان بك الرواد وتزدانين بهم ممن كتب زاوية وحرر الخبر او اعد تحقيقا او تقريرا باسمه نشر او اختفى تحت الكواليس مندثر فريق يعمل بوحدة وتفاني مقتدر يعود الفضل بعد الخالق لقائد مقتدر يقود الصحافة فوق الهرم العالي الحر