توصلت شركة «إعمار» العقارية إلى تسوية مع شركة «جداول» العالمية لنزاع قانوني تاريخي استمر نحو سبع سنوات يتعلق بمشروعات عقارية داخل السوق السعودية، حيث أبرمت الشركتين أمس الأول اتفاقية التسوية داخل الدائرة الثامنة في محكمة الاستئناف بديوان المظالم بالرياض. ووفقاًً لعقد التسوية الذي حصلت "الرياض" على نسخة منه، فقد اتفقت شركة «إعمار» العقارية الإماراتية وشركة «جداول» العالمية على إلغاء الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، والتي نصت على أن تشتري " أعمار" من "جداول" نحو 80 في المائة من مجمعين سكنيين في الرياض والخبر بمبلغ قدره 380 مليون دولار، شريطة أن تتنازل "جداول العالمية" عن ملكية هذين المجمعين لشركة جداول للاستثمارات العقارية ، ثم تتنازل لشركة إعمار العقارية عن نسبة 80 في المائة التي تملكها في هذه الشركة، مع تغيير إسمها إلى شركة إعمار السعودية. ويقضي عقد التسوية الذي تم توثيقه أمام القضاء رسماً وإصدار الحكم النهائي للصلح، بتنازل شركة إعمار عن جميع الحصص المسجلة باسمها في شركة إعمار السعودية لصالح شركة جداول العالمية بما لها وما عليها من حقوق وإلتزامات حتى تاريخه. وألزم البند الرابع في عقد التسوية، شركة «أعمار» العقارية الإماراتية وشركة «جداول» العالمية بتغيير مسمى شركة إعمار السعودية محل الخلاف، إلى شركة جداول للاستثمارات العقارية، على أن يتم تغيير الأسم بالتزامن مع نقل الحصص، كما أنه يحق لشركتي «أعمار» العقارية الإماراتية وجداول» العالمية الإفصاح للسوق المالية المختصة وهيئة الأوراق المالية والسلع في كل من السعودية والإمارات بهذه التسوية، إلى جانب إبلاغ المحاسبين القانونيين للشركتين وفق معايير ومتطلبات القانون الخاصة بالشركات في الدولتين. وتنازلت شركة «أعمار» العقارية الإماراتية وشركة «جداول» العالمية، عن جميع المطالبات المتبادلة بشأن الاتفاقية المؤرخة في أواخر عام 2003، سواء كانت قضائية أو تحكيمية أو إدارية أومعنوية أو مادية، ما يعني أن كل طرف أبرأ الطرفين الآخرين من أي التزامات أو مطالبات أو تعويضات، ولم يعد يجوز لأي طرف المطالبة بأي حقوق لدى الآخرين. وحكمت الدائرة الثامنة في محكمة الاستئناف بديوان المظالم بالرياض، بثبوت عقد الصلح المبرم بين شركة جداول العالمية وبقية الشركاء في شركة إعمار السعودية وشركة إعمار العقارية، إلى جانب ثبوت تنازل شركة إعمار العقارية الإماراتية عن كافة الحصص المسجلة بإسمها في شركة إعمار السعودية والمساوية لنسبة 80 في المائة من رأس المال إلى شركة جداول العالمية، وثبوت قبول وإلتزام الشركاء في شركة إعمار السعودية بتغيير إسمها إلى شركة جداول للاستثمارات العقارية. وفي أواخر عام 2003، ابرمت شركة «أعمار» العقارية الإماراتية وشركة «جداول» العالمية اتفاقية تتضمن بيع جداول لنسبة قدرها 80 في المائة من حصتها في شركة جداول للاستثمارات العقارية إلى إعمار الإماراتية، كما نصت الاتفاقية على بعض الالتزامات المتبادلة بين الطرفين. ولتنفيذ هذه الاتفاقية، تم تغيير إسم الشركة من شركة جداول للاستثمارات العقارية إلى شركة إعمار السعودية، ودخلت شركة اعمار الإماراتية في ملكية هذه الشركة بنسبة 20 في المائة من حصصها، لكن وبعد نشوء الخلافات بين الطرفين لجأت جدوال والشركاء إلى القضاء لفض النزاع الذي دام نحو ست سنوات في أروقة القضاء، والتي وصلت في آخر مراحلها إلى رفع القضية إلى محكمة الاستئناف بديوان المظالم. وأسفرت جهود معالي رئيس ديوان المظالم الشيخ إبراهيم الحقيل وأعضاء الدائرة الثامنة في محكمة الاستئناف بديوان المظالم، عن تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، حيث رغب الجميع في إنهاء الخلاف ودياً إداركاً منهم للمصالح المترتبة على الصلح. وينهي عقد التسوية هذا واحدة من أسخن النزاعات العقارية في المنطقة ، والتي تعود إلى عام 2004، حين اتهمت «جداول العالمية» شركة إعمار الإماراتية بالإخلال بعقد الشراكة المتفق عليه بين الطرفين وعدم تنفيذ أي مشاريع متفق عليها مسبقا، الأمر الذي نفته «إعمار» الإماراتية بشدة. وتملك «جداول العالمية» نحو 20 في المائة من حصة شركة إعمار السعودية التي تأسست بعد دخول «إعمار» الإماراتية شريكاً بها بحصة تساوي 80 في المائة.