مساكين أولئك الحكام الذين يواجهون ذلك الانتقاد الذي يصل في بعض الأحيان إلى حد التجريح والانتقاص والطعن في الذمم من خلال قيادتهم لمباريات والمسابقات المحلية من خلال رؤساء الأندية، وأعضاء الشرف، واللاعبين متناسين أن هؤلاء بشر ليسوا معصومين عن الخطأ، بل إن أخطاء الحكام واللاعبين جزء لا يتجزأ من أي لعبة رياضية بما فيها كرة القدم، فلولا الأخطاء وخاصة أخطاء اللاعبين داخل أرضية الملعب لما تحققت البطولات، فأخطاء اللاعبين قد تغتفر وتمر مرور الكرام دون ذكر مع أنها فادحة قي بعض الأحيان الأمر الذي يجعل البطولة تذهب أدراج الرياح ، بينما أخطاء الحكام تظل لفترة من الزمن بين مد وجزر وانتقاد جارح لا يعالج الخطأ بل يزيده تعقيدا وضبابية في حق ذلك الحكم الضعيف. * الحكم السعودي في الآونة الأخيرة أصبح هزيلا، ومهزوز المستوى بما فيهم "المونديالي" خليل جلال وذلك بسبب الانتقاد اللاذع في نهاية كل مباراة، بينما الحكم الأجنبي يخطئ ومع ذلك ينال الاحترام من الجميع ، ويقبض أجره كاملا ثم يعود من حيث أتى رغم وجود الأخطاء ، والتي غالبا ما نرى الحكم الأجنبي لا يقوم بتدوينها في تقرير المباراة طامحا في العودة مرة أخرى للتحكيم في مباريات المسابقات المحلية . *المدهش في الأمر أن هناك البعض من الإعلاميين ممن ينادون بأن يؤدي الحكم السعودي القسم إذ كان ذلك ظاهرا من خلال أحدى البرامج الرياضية الذي تبثه القناة الرياضية والمتبني للفكرة غير المنطقية من خلال مناقشة الضيوف لفقرة البرنامج المتعلقة بالحكام ، وربما فاته أن أخطاء الحكام جزء لا يتجزأ من لعبة كرة القدم ، أيضا اللاعبين فهل من المعقول أن يكون لهم قسم؟ وخصوصا المدافعين الذين ينتج عن أخطائهم ولوج الأهداف ، فهذه المطالبة بالقسم مالها إلا تفسير واحد فقط وهي أن الحكم حينما يقوم بتحكيم المباراة فإنه قد بيت النية لهزيمة فريق ما من الفريقين ، وهذا كلام خطير لا يقوله سوى العجزة . * أيها السادة الأعزاء الحكام السعوديون بحاجة إلى وقفة صادقة من الجميع إعلاميين ورؤساء أندية وأعضاء شرف والمدربين والجماهير ، ولا ننسى العنصر المهم لجنة الحكام الموقرة وذلك من خلال تقديم الدعم المعنوي والمادي ليقوموا بأداء رسالتهم على أكمل وجه ممكن، وعلى الأندية التي تكابر وتدفع الأموال الطائلة من أجل استقطاب حكام أجانب أن تسخر تلك الأموال لصالح الحكام السعوديين، وعلى لجنة الحكام أن تعيد النظر في تطوير مستوى حكامها من خلال جلب الخبراء وإقامة الدورات وابتعاث الحكام خارجيا وإعادة هيكلة المكافآت الزهيدة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، فهل من المعقول أن يظفر الطاقم الأجنبي ب 150 الف ريال بينما السعودي الدولي يأخذ مبلغا زهيدا قد لا يتعدى ال الف ريال يدفع له بعد عناء طويل، وإلا فكيف نطالب بنجاح الحكم وحقوقه مهضومة ؟ إضافة إلى ذلك التفنن في إعطاء الجوائز للأندية واللاعبين من خلال الرعاة للمسابقات المحلية بينما الحكام لا ذكر لهم في تلك الجوائز ، فكيف نطالب بتميزهم وهم مهمشون أصلا ؟ *دوري المحترفين السعودي لابد أن يكون دوريا احترافيا على مستوى عال بالنسبة للحكام واللاعبين من خلال سن القوانين وتطبيقها حتى يتسنى لنا إطلاق القوة الحقيقية لهذا الدوري ، ونحقق طموح المسؤولين الذين يعملون ليل نهار من أجل تطور الرياضة السعودية ورفع راية التوحيد خفاقة في المحافل الدولية .