اعتاد "محمد الغامدي" رفع أكياس وأوراق النشرات الدعائية عن بوابة منزله صباح كل يوم، وذلك قبل أن يغادر إلى عمله، متسائلاً: متى يتمكن أصحاب المراكز التجارية من وضع هذه الأوراق؟، هل يضعونها في الصباح الباكر جداً؟، أم يضعونها في المساء والناس نيام؟، إلاّ أن تساؤلاته لن تمنعه ولم تمنعه من رفعها في كل يوم. طرق تسويق مجلس منطقة الرياض يحذر من تنامي الظاهرة وينذر أصحابها بالعقوبة.. والمتضررون ينتظرون التطبيق! النشرات الدعائية من كتيبات ومطويات ومنشورات دعائية خاصة بالتخفيضات على السلع والترويج للمنتجات، وأحياناً عينات تجريبية، وهي طرق تسويق تراها بعض المجمعات التجارية والأسواق والمطاعم وسيلة لإبلاغ سكان الحي بما لديهم من عروض وتخفيضات ومنتجات جديدة، وقد يكون من الجيد أن يشعر الفرد بمن يهتم به بشكل شخصي، حتى أنه يخبره عن الجديد أولاً بأول، إلاّ أن هذه الطريقة تثير قلق سكان الأحياء وتضايقهم. وكان مجلس منطقة الرياض في دورته الرابعة قد أوصى بعدم توزيع هذه المنشورات "من تحت الأبواب"؛ لما تحمله هذه الظاهرة من سلبيات أمنية واجتماعية خطيرة، وتستحق العقوبة. م.أحمد البسام عرضة للاقتحام وتقول "أم أمل البسامي" أم لثلاث بنات- في أحد أحياء شمال العاصمة ويسكن حدهن بعد وفاة والدهن- "كلما رأيت أوراق الدعايات على باب الفيلا بادرت فوراً إلى إزالتها، فبقاؤها يوم واحد قد يفسر لدى من لديه نية اجرامية بأن الفيلا بلا سكان، وبالتالي نكن عرضة للاقتحام لا قدر الله، مضيفةً أن مخاوفها ربما ليس لها أساس، ولكنها متوطنة في نفسها ولا تريد يقع البلاء ثم تبدأ بعدها في أخذ الحيطة". وتشاركها بناتها الثلاث هذا الحرص وهن يبادرن فوراً إلى إزالة الأوراق دون تردد، كأنه طقس يومي ينبغي تأديته، وذلك منعا للمشاكل، وقد تقدمت "أم أمل" إلى أحد المراكز التجارية النشطة في توزيع دعاياتها بالشكوى، وطالبتهم بوقف توزيع أوراقهم عليهن، لافتةً إلى أنهم تقبلوا طلبها بصدر رحب وابتسامة عريضة، ووعدوا بعدم تكرار الأمر، إلا انني فوجئت بهم يفعلونها عشية نفس اليوم مرةً أخرى. منتج مجاني بجانب الخوف من أن تعطي هذه الأوراق مؤشرات للمتربصين عن أحوال أهل المكان ووجودهم أو عدم وجودهم، خاصةً في مواسم الإجازات، فإن هذه الأوراق تشوه وجه الأحياء، وتقدم بعشوائيتها شكلاً غير حضاري، يمكن أن يلحظه أي غريب بسهولة. وهنا يقول "مصطفى عادل" -مغترب مصري-: الأوراق الدعائية أمرها "هين" إذا ما قيست بالعينات المجانية، لأنها تقدم إغراء كبيراً بحصول المستهلك على منتج مجاني، وهذا الأمر محفوف بالمخاطر، اذ من يضمن صحة المنتج التجريبي، ومن يستطيع أن يجزم بأنه منتج نقي لم يستخدمه طرف ثالث لوضع مواد منومة أو سامة لأهل المنزل لأي هدف كان!. تشويه المنظر العام وشددت أمانة منطقة الرياض على مراقبة توزيع "البروشرات" و"المنشورات" و"الملصقات الدعائية" على المنازل من قبل بعض المحلات التجارية التي تقوم بتوزيعها من تحت الأبواب، أو على الأبواب الخارجية بطرق غير نظامية، وما يخلفه توزيعها من تشويه للمنظر العام. ويقول "م.أحمد البسام" مدير عام الإدارة العامة للنظافة بالأمانة: "لقد طالبت الأمانة أصحاب المحلات التجارية بعدم توزيع تلك "المنشورات" إلا عن طريق البريد ووسائل الإعلام المختلفة، مع أخذ التعهدات اللازمة عند تجديد التراخيص المهنية لكل محل، حيث ستطبق الأمانة الغرامات والجزاءات على المخالفين. وأكد "م.البسام" على أن أمانة منطقة الرياض تكثف حملاتها ضد أصحاب المحلات التجارية التي توزع "البروشرات" و"المنشورات"، أو تضعها على نوافذ السيارات في الأماكن العامة، مما يتسبب في تشويه المنظر العام للمدينة، مطالباً الجميع بضرورة الالتزام بقرار المنع وسلك الطرق النظامية المتبعة في مثل هذا الشأن حفاظاً على المظهر الحضاري للمدينة، داعياً المواطنين والمقيمين بضرورة التعاون المستمر مع الأمانة في الإبلاغ عن أية مخالفة، وذلك على هاتف طوارئ الأمانة (940) الذي يعمل على مدار الساعة، وأنهم سيهتمون بشكل كبير بجميع الشكاوى والملاحظات التي سيتم استقبالها هاتفياً.