كثر الحديث مؤخراً عن الليبراليين السعوديين. وتعددت المواقع الإلكترونية السعودية التي تدعي الليبرالية. الليبرالية لم تنجح كحزب في الدول الغربية التي ابتدعتها ولن تنجح مستقبلا. ومنذ أن بدأ التعريف الأول لليبرالية طرأ عليها تغييرات وتسميات وإضافات. أما في السعودية فليس هناك حركة ليبرالية، وليس هناك تجمع ليبرالي حتى وإن استخدمها الخصوم في تصنيفاتهم الخلافية. ليس هناك ليبراليون سعوديون حتى وإن صنف الغرب السعوديين إلى محافظين وليبراليين. الجينات السعودية تتحلل وتموت لو خالطتها الليبرالية. إن كانت الجينات السعودية كائنات، فأهم مبيداتها الليبرالية والديموقراطية. المضحك في تلك المواقع التي تدعي الليبرالية أنها تقتل الليبرالية. لن أذكر أسماءها ولكني سأعرض لاختبار أخضعتهم له. تعودت أن أكتب باسمي الصريح في "النت" ولا أستخدم أسماء مستعارة إلا أنني تعمدت الكتابة باسم مستعار في مواقع معنونة بالليبرالية. المقال كان ناقدا للموقع بموضوعية. أتدرون ماهي ردة فعل القائمين على الموقع. أولا: حُذف الموضوع بعد ساعة من نشره. ثانيا: جاءتني رسالة تقول أنت محروم من المشاركة مدى الحياة. ومن عجائب الليبرالية السعودية كذلك أنني كتبت مقالا باسمي في منتدى "إسلامي"، فاتهموني بأنني علماني وليبرالي، وافترى "الأتقياء" عليّ وعلى أسرتي الأكاذيب وهاجموا شخصي ولم يناقشوا الموضوع. فعمدت إلى نشر ذات الموضوع في منتدى يسمي نفسه (ليبرالي)، فهاجموني واتهمني "الليبراليون" بأنني من الإخوان المسلمين، وافتروا علي الأكاذيب وهاجموا شخصي، ولم يناقشوا الموضوع. ولكي أكون منصفا فإن هناك أفرادا معدودين يمكن أن يُطلق عليهم ليبراليون رغم أنهم لم يدّعوها يوما لأنفسهم، حتى وإن صنفهم خصومهم. هؤلاء الأفراد يتمتعون بمزايا ليبرالية تؤهلهم وحدهم دون غيرهم أن يدعوا شرف التسمية. بعضهم أبلى بلاء حسنا في مواقع المسؤولية تجعل "متلبرلي" هذه الأيام يبدون أقزاما.