سعادة الشعب السعودي لا تكاد توصف فقد منَّ الله الكريم على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله ورعاه- بالصحة والعافية من الوعكة الصحية، حيث سمعنا منه ورأيناه مما أثلج صدورنا على صحته وسلامته جعلها الله سلامة دائمة وعزًا شامخا. والبشرى تستمر بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد المفدى –حفظه الله- ليباشر بحكمته المعهودة وعطائه مهام متابعة شؤون شعبه الوفي مرافقا لسموه الكريم أمير الوفاء ومنشئ نهضة الرياض الحديثة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- مدثرا بلباس الصحة والعافية من العزيز الحكيم فاتحا ذراعيه كعادته لاستقبال المواطنين وأصحاب الحاجات. لقد وقف خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- بما عرف عنه من الشفافية والوضوح كل مقدرات الوطن لخدمة أبنائه المواطنين بل إنه وبسبق ليس له نظير في التاريخ أعلن أن علينا أن نبقي كنز الأرض من النفط لتستفيد منه الأجيال القادمة، لقد لمس حفظه الله- حاجة المناطق والمدن السعودية إلى التطوير فوجه بدعمها بالميزانيات الضخمة فتطورت المدن والمناطق مما ساعد على وقف الهجرة من المدن الصغيرة والقرى إلى المدن المزدحمة. ولم تكن منطقة مكةالمكرمة مهد الإسلام بعيدة عن لمسات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إذ تميزت بتطوير مشاريع عملاقة منها عمارة وتوسيع الحرم المكي الشريف والمنطقة المحيطة به وكذلك توسيع الجمرات وقطار المشاعر وتنظيم جميع المشاعر المقدسة. وكذلك تميز عهد الملك المفدى بتطوير القضاء بدعمه بالكوادر العلمية في مجال تطوير النظام الإداري للمحاكم وتطوير أنظمتها إلكترونيا لتصبح المحاكم تدار بالتقنية الحديثة لتسريع معاملات المواطنين وانعدام انتظار القضايا. وفي جانب العلم والتعليم فقد عرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله- ثقافته الواسعة واطلاعه العميق على جوانب العقيدة وتعلقه بالعلم والمعرفة وتعمقه في الفكر ودراسة التاريخ والاستفادة من عبره، وقد تجسد هذا الوعي الكبير والفهم العميق من خلال الانجازات الثقافية المتعددة التي ظهرت بتوجيه ودعم ورعاية منه- يحفظه الله- وتحولت لمنارات مضيئة في تاريخ المملكة تسهم مع جهود الآخرين في الرقي بالثقافة الإنسانية وبناء الحضارة البشرية، وليس ذلك غريبا على خادم الحرمين الشريفين فقد كانت تربيته في بيت والده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مكان العلم والفضل. ولحرصه –حفظه الله- على العلم والتعليم فقد أولى أهمية كبرى للتعليم العام والعالي ففي مجال التعليم العام تم رصد ميزانية ضخمة لمشروع تطوير التعليم العام (تطوير) والذي يسعى لتطوير التعليم دون الجامعي والرقي بهذا التعليم وجذب الطلاب إل المدارس وترغيبهم في أجواء الدراسة وحرصهم على مدارسهم، وفيما يخص جانب التعليم العالي فقد تم في عهده –حفظه الله- انفتاح غير مسبوقً للتعليم العالي حيث تم إنشاء جامعة لكل منطقة في البلاد، بالإضافة إلى الجامعة العالمية المرموقة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وللملك عبدالله عناية خاصة ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي حيث رعى - حفظه الله - بذرته الأولى عام 1426ه ليصل حتى الآن عدد المبتعثين إلى أكثر من مائة ألف طالب وطالبة يدرسون في أكثر من عشرين دولة عالمية، متقدمين بالعدد إلى نسبة السكان على سكان العالم قاطبة. وردا للجميل لراعي الابتعاث قام المبتعثون في كل مكان من العالم بإقامة الأمسيات والمناسبات فرحا بشفاء الملك المفدى ونجاح علاجه -حفظه الله- كما رفع المبتعثون أكف الضراعة للمولى جل وعلا أن يحفظه من كل سوء، وباشر الطلاب المبتعثون في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسؤال عن الملك المفدى والحرص على زيارته متوجهين إلى مكان علاجه من جميع الولاياتالأمريكية داعين الله له بالشفاء والعافية. ولا عجب في ذلك فخادم الحرمين الشريفين يستحق أكثر من ذلك من المبتعثين ومسؤولي الابتعاث وعلى رأسهم معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين توجيهاته –حفظه الله- باستمرار برنامج الابتعاث لخمس سنوات أخرى قادمة انطلاقاَ من العام الجاري 1432ه بالمرحلة السادسة التي نسايرها حاليا، وقد أمر رعاه الله بزيادة مخصصات المبتعثين 50في المائة مما ساهم في رفع معنوياتهم وحفزهم إلى العطاء، بالإضافة إلى إلحاق الطلبة الدراسيين على حسابهم الخاص بعضوية البعثة في كل من: أمريكا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، كما وجه رعاه الله بإلحاق الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص والذين بد الدراسة الأكاديمية بعضوية البعثة في بريطانيا، وكان آخر تلك المكرمات زيادة مخصصات الطلاب في اليابان لمواجهة الغلاء المشهود هناك. لقد قدمت يا خادم الحرمين الكثير ولم نستطع أن نقدم نحن شيئا يوازي عطاؤك، إن ما تبذله يحتم علينا العمل بجد وإخلاص في كل المجالات، ولذا أوجه دعوة لجميع زملائي العاملين في قطاع الدولة والقطاع الخاص استدراك واستحضار ما يقدمه خادم الحرمين -سلمه الله- لشعبة وأمته ووطنه فنحذو حذوه وننهل من مدرسته ونتعلم منه العطاء والعدل والشفافية والبذل ومساعدة الغير فيما يحقق مصلحة وطننا الغالي. فباسم كافة منسوبي وزارة التعليم العالي والطلبة المبتعثين نتوسل إلى العلي الكريم أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية وأن يجعل ما أصابه رفعة لدرجاته وتكفيرا لخطاياه، ومدا لعمره بالصحة والعافية، وأن يوفق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز –حفظه الله – وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز –حفظه الله- وأن يرزق الله هذه البلاد تلاحم القيادة مع الشعب لما فيه مصلحة الأمة العربية والإسلامية. *وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات