لم يستفد الشباب من تعثر المتقدمين في صدارة ترتيب دوري "زين" للمحترفي بعد إهداره لعدد من النقاط التي كانت في متناول اليد في دلالة واضحة على حالة التخبط الكبيرة التي يعيشها المدرب العالمي فوساتي مع فريقه والذي لم يستطع تسخير قدرات لاعبيه بطريقة مثالية تخدم الفريق،وتحفظ له توازنه حيث ظل عاجزاً عن معالجة الثغرة الدفاعية الواضحة، والتي تحدث عنها الجميع مراراً، وهي تلك الثغرة التي تبدأ من منطقة المحور، والذي لم يوفق فيه الشباب بعد رحيل القطري طلال البلوشي فسونج الكوري يظهر أنه لا يجيد الأدوار الدفاعية مطلقاً ومركزه الرئيسي على الأطراف، وهي المناطق التي لا يحتاج معها الشباب لمحترفين أجانب في ظل وجود أسماء بارزة لها ثقلها في الفريق. إن اختلال الخط الخلفي للشباب هو نتاج عمل فني بحت فلو قام العجوز الأرجواني فوساتي باختيار أفضل العناصر المتاحة لمنطقة الدفاع مع عمل تنظيم دفاعي جيد يوقف معه تسلل المهاجمين، ودخولهم المنطقة الشبابية المكشوفة، والتي باتت تستقبل الأهداف مثنى،وثلاث،من كل حدب، وصوب، ومن كل فريق حتى بات الرقم التهديفي الساكن في المرمى الشبابي عالياً، ويعطي مؤشراً على حالة الضعف الواضحة في منطقة الظهر الشبابية التي لم يحسن فوساتي معالجتها بدءً بتخبطاته في التشكيل الرئيسي،ومروراً بعدم مقدرته على التعامل المثالي مع مجريات المباريات، وانتهاء بحالة الخوف التي تنتابه من فرق تقل عن فريقه عدة، وعتاداً فكانت المحصلة خسارة عدد كبير من النقاط جعلت من الفريق الأكثر ترشيحاً لتحقيق لقب الدوري يقبع في المركز الخامس وهو أمر صعب قد يدفع ثمنه الفريق باهظاً مع انصرام أسابيع الدوري الصعب والذي يشهد منافسة شرسة اتسعت معها القمة حتى باتت تحتمل لكم أكبر من فرق الدوري. الشباب مع فوساتي لا يبدو بأحسن حالته التي اشتهر بها من جمال الأداء، وسيره على نسق واحد من بداية المباراة حتى نهايتها بمنهجية عالية، وانسجام واضح حتى بات الفريق الأكثر إمتاعاً، وإشباعاً لرغبات عشاق كرة القدم الحديثة التي تعتمد على اللمسات البينية القصيرة التي يجيدها لاعبو الشباب بدهاء كبير ينم عن حالة تناغم عالية قد لا تتوفر لدى الكثير من فرق الدوري الحلول التي باتت تنتظرها جماهير"الليث" منذ فترة طويلة لا تبدو فنية، فهي إدارية أهمها إعلان توقف مسيرة فوساتي مع الشباب عند هذا الحد لتدارك ما يمكن تداركه، وقبل أن تطير الطيور بأرزاقها، ويخرج الشباب من الموسم خالي الوفاض على غير المعتاد.