كثر الحديث مؤخرا عن توجه العديد من الشركات المصنعة للهواتف المحمولة لتحويل جهاز الجوال إلى محفظة إلكترونية وذلك بدمج تقنية الاتصال قريب المدى Near Field Communication )) ضمن منظومة البرمجيات والقطع المكونة للهاتف المحمول. فشركة قوقل ستضيف دعماً لهذه التقنية عبر نظام أندرويد القادم والمعروف باسم (Gingerbread) وبالمثل ستدعم شركة نوكيا جميع جوالاتها التي ستشحن بنظام سمبيان مع حلول عام 2011. والجدير بالذكر أن تقنية الاتصال قريب المدى (NFC) تعمل على إشارات لاسلكية قصيرة وعالية التردد تتيح تبادل البيانات بين الأجهزة على مسافة قصيرة جدا تبلغ نحو 10 سنتيمترات تقريبا. فبمجرد تمرير الجوال بجوار جهاز قارئ مثبت في نقاط الدفع تتم عملية تبادل المعلومات المخزنة في الجوال بما فيها سبل الدفع المتاحة لدى العميل. تطبيقات هذه التقنية متنوعة ومفيدة في ذات الوقت، ففي المجال التجاري يمكن الاستفادة من هذه التقنية في إصدار التذاكر الإلكترونية للطيران والقطارات والتعامل بالنقود الإلكترونية في المحلات التجارية واستخدام المفاتيح الإلكترونية لفتح باب غرفة الفندق عوضاً عن البطاقات الممغنطة أما في المجال الطبي فيمكن استخدام التقنية لتخزين معلومات المريض الصحية وجرعات الدواء التي يتناولها بدلا من الوصفة الورقية، إلى غير ذلك من التطبيقات المفيدة. غير أن هناك مشكلة تؤرق المقبلين على استخدام مثل هذه التقنية، تتمثل في بطارية الجوال. ماذا يحدث لو وقف الشخص أمام صفوف المشترين ولما حان دوره للمحاسبة نفذت البطارية؟ الحل البديهي الذي سيقترحه البعض هو في وضع منصات شحن في الأسواق وعند المحاسبين!! ولكن لا يمكن لمصنعي جوالات المستقبل أن يبحثوا عن حلول عملية لهذه المشكلة، إما بزيادة قدرة تحمل البطارية مع وجود التقنيات الجديدة التي تستنزف طاقتها أو استبدال البطارية بأخرى لا تحتاج للشحن؟! إن فكرة الجوالات التي لا تحتاج إلى شحن قد دفعت بالشركات الكبرى للجوال على استخدام احدث التقنيات لحل هذه المشكلة والتنافس على تسجيل براءات اخترع في هذا المجال. من ضمن هذه الشركات شركة نوكيا بهاتفها الجديد (Nokia E-CU) والذي يعتمد على الحرارة في الشحن بحيث يمكن للمستخدم دعك الغلاف الخارجي للجوال لتتحول الطاقة الحرارية إلى كهربائية. علاوة على أننا سنشهد في المستقبل القريب ظهور العديد من الاختراعات المبتكرة لشحن بطارية الجوال من عناصر البيئة من حولنا مثل تحويل صوت المتحدث إلى طاقة كهربائية أو استخدام بطاريات تعتمد على تقنية النانو!!!