أكدت نخبة من الأطباء العرب المختصين بمرض السكري أن الإنفاق على مرضى السكري في الدول العربية يعتبر اقل بكثير من الإنفاق في الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية وطالبوا الحكومات العربية بالتدخل السريع لزيادة الإنفاق على علاج مرضى السكر نظراً لانتشاره كمرض على نحو وبائي خطير في المنطقة العربية. وأوضحوا أن الدول ذات الدخلين المتوسط والمنخفض أصبحت هي التي تعاني أكثر من عبء داء السكري. ومع هذا، ما زال العديد من الحكومات ومسؤولي التخطيط الصحي يفتقرون إلى الوعي المطلوب بالحجم الذي وصل إليه المرض في بلدانهم، أو احتمالات زيادته في المستقبل. جاء ذلك خلال إطلاق حملة «حكايتي مع السكري» التي أطلقتها سانوفي-أفينتيس لرعاية مرضى السكري في بيروت مؤخراً تزامناً مع اليوم العالمي للسكر والتي تهدف إلى مناقشة مرض السكري الذي يعاني منه 26 مليون شخص في الشرق الأوسط وملايين غيرهم في أنحاء العالم . وقال الدكتور عبدالرحمن المغامسى استشاري الغدد الصماء في مستشفى الملك خالد التخصصي والمشارك السعودي الوحيد خلال كلمته خلال اللقاء أن ما يقارب من 25 % من السكان في السعودية يعانون من مرض السكري و أكد أنه المرض الأكثر انتشاراً في السعودية والعالم . وذكر أن عدد مرضى السكري بالمنطقة سيتضاعف بحلول العام 2025، ويوجد أكثر من 3 ملايين مصاب بمرض السكري في منطقة الخليج، وملايين غيرهم معرضون للإصابة، وتظهر أن شخصاً من بين كل خمسة أشخاص في الشرق الأوسط مصاب بمرض السكري. وأشار أن الخطر مستمر حيث الإصابة بداء السكري مرتفع للغاية في المملكة العربية السعودية ، بل إنه يشكل خطراً حقيقياً تظهر معه الحاجة الملحة للتدخل من اجل تطوير وتطبيق الحملات الصحية العامة بهدف نشر الوعى حول أهمية اللجوء إلى تغيير نمط الحياة للسعوديين. وأكدت دراسات أن علاج مريض السكري في السعودية يكلف الدولة نحو 5 آلاف ريال سنويا بدون مضاعفات، أما في حالة وجود مضاعفات فتزيد تكلفة العلاج كثيرا، حيث إن علاج مضاعفة واحدة من مضاعفات داء السكري وهي الفشل الكلوي، تكلف الدولة مابين 98 ألفا و180 ألف ريال سنويا للغسل الكلوي للمريض الواحد فقط، كما أن الأسرة تتحمل الكثير من النفقات التي تثقل كاهلها وخصوصا إذا كان المريض هو رب الأسرة نفسه. وعن الحملة التوعوية قال المغامسى " أنا أعتبر هذه الحملة " قصتى مع السكري" مبادرة هامة تستهدف تثقيف المرضى وإرشادهم لنمط حياة سليمة، هذا لان البرنامج يستهدف التركيز على أهمية عيش حياة أفضل لمرضى السكري ومراعاة أنشطتهم اليومية ومن ناحية أخرى يعطى هذا البرنامج وسائل الإعلام الفرصة لفهم الأعباء المرتبطة بمرض السكري وأيضاً لتكون وسائل الإعلام بمثابة نافذة للمرضى لفهم المرض بشكل جيد وتحسين حياتهم اليومية والاجتماعية"وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن ست دول من دول المنطقة وهي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت والمملكة العربية السعودية ومصر وعمان تعد معدلات الإصابة فيها بهذا المرض من بين أعلى 10 معدلات في العالم، والوضع ذاته ينطبق على هذه الدول لجهة ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم وهي مرحلة تسبق الإصابة بداء السكري مباشرة. وأضاف المغامسى بأن المملكة ممثلة بوزارة الصحة تعي تماما خطورة الوضع لمرض السكري وبالفعل بدأت في تنفيذ العديد من الحملات الصحية لنشر التوعية بالمرض وطالب بالمزيد من تلك الحملات خاصة أن الكثير من السعوديين مازالوا في اشد الحاجة للتثقيف بالمرض.وأشار إلى أن عدد مرضى السكري في تزايد بالسعودية ووصل إلى ربع عدد السكان وان الأسباب التي أدت إلى إصابة السعوديين بالمرض تعددت وأهمها قلة الحركة والنمو الاقتصادي وانتشار المأكولات السريعة. تم خلال الفعالية كذلك تقديم نتائج دراسة التحكم في مرض السكري العالمية المؤخرة. وتشرح النتائج الممارسات الحالية لمرضى السكري في المنطقة للتحكم في مرضهم، وتظهر أن 50 % من المرضى لا يمتثلون إلى العلاجات الموصوفة لهم. كذلك قال 40 % من مرضى السكري إنهم لم يحصلوا على الثقافة الكافية عن مرضهم، وهو ما تستهدفه حملة "قصتي مع مرض السكري" لتظهر لهم كيف أن التعامل الصحيح مع مرض السكري يمكنهم من العيش بإيجابية وصحة أفضل.