كشف الدكتور عبدالعزيز التويم استشاري ورئيس قسم أمراض الغدد وسكري الأطفال ورئيس اللجنة المنظمة لفعاليات اليوم العالمي للسكر، عن إنفاق اكثر من 50 مليار ريال خلال العام الحالي 2010م لعلاج مرضى السكري الذين وصل عددهم الى 3.5 مليون مريض، وذلك في قطاعات الرعاية الصحية الحكومية والخاصة بالمملكة. وأوضح في كلمته في الاحتفال الذي تنظمة مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة بمناسبة اليوم العالمي للسكر تحت عنوان «التوعية والوقاية من داء السكري»، ان مرض السكري يعتبر من الأمراض المزمنة والمنتشرة، فهناك اكثر من 300 مليون مصاب في العالم ويتوقع زيادة عددهم إلى 380 مليونا بحلول 2025 م، كما انه النوع الاول من المرض الذي يعاني منه 500 مليون طفل على مستوى العالم ممن هم دون سن 15 سنة، ويقدر عدد المصابين بينهم سنويا بحوالي 70 الف طفل، أي ما يعادل 200 طفل يوميا على مستوى العالم. وبين أن المملكة تعاني من ارتفاع نسبة داء السكري فهناك 3.5 مليون مصاب، لافتا إلى أن هذا المرض يمثل عبئاً اقتصاديا على دول الخليج ويأخذ شكلا وبائيا ويعتبر المستهلك الاول لميزانيات الرعاية الصحية فيها، ففي عام 2010م انفقت الامارات 10 مليارات ريال، فيما أنفقت المملكة العربية السعودية 50 ملياراً في القطاعين الحكومي والخاص على مرضى داء السكري، واذا استمر المرض بمعدلاته الحالية فإن هذه الدول سوف تصل إلى مرحلة يتم فيها توجيه معظم ميزانياتها الوطنية نحو رعاية مرضى السكري ومضاعفاته. بعد ذلك ألقى عبدالعزيز الحرازي كلمة نيابة عن العقيد مهندس خالد محمد باكلكا المدير التنفيذي للتشغيل بالشؤون الصحية بالحرس الوطني للقطاع الغربي، قال فيها: إن احتفالنا باليوم العالمي للتوعية من مرض السكر تحت شعار «التوعية والوقاية من داء السكري» نابع من إيماننا بأهمية وضرورة التوعية الدائمة والمستمرة لخدمة فئات المجتمع، والشؤون الصحية بالحرس الوطني تشارك بشكل فعال في الرعاية الصحية لمنسوبي الحرس الوطني بشكل خاص وللمواطن السعودي بشكل عام، ونحرص في هذه الإدارة على مد جسور التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة لتفعيل الوعي الصحي عبر العديد من البرامج التوعوية، وتأتي مشاركتنا في هذا الاحتفال لتؤكد على أهمية التثقيف الصحي لمرضى السكر لأن للتثقيف دورًا فعالاً ومهمًا في علاج هذا المرض والوقاية من مضاعفاته حيث أثبتت الدراسات الطبية والميدانية أن نشر الوعي الصحي للمجتمع بجميع فئاته عن طريق البرامج التوعوية والتثقيفية المختلفة ساهم بشكل كبير في تقليص مضاعفات هذا المرض والحد من انتشاره. وأضاف كما يعلم الجميع أن التعليم والتدريب المُستمر بات استراتيجيةً عالميةً ووطنيةً ، أولتها الشؤون الصحية بالحرس الوطني جُلَ اهتمامها، إيماناً منها بالأثر البناء والفعالية الكبيرة لهذه الاستراتيجية، التى من أهم اهدافها الاستغلال الامثل للموارد الوطنية البشرية والمادية لدفع مسيرة التطور والتقدم في بلادنا الغالية، وان اهمية هذا المرض لا تنبع من كونه منتشراً، ولكن لارتفاع نسبة الاصابة بمضاعفاته المزمنة وهو ما رفع تكاليف علاج مرضاه، ومن هنا يأتي دور برامج التوعية للتقليل من مضاعفاته. وعبر الدكتور منصور احمد الجندي المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني بالقطاع الغربي عن سعادته بتواجده في حفل افتتاح هذه الحملة التوعوية السنوية لمرضى السكري والتي تنظمها مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، وتستمر لمدة خمسة ايام امتداداً للدور الذي يقدره الجميع لهذه الفئة العزيزة والغالية «مرض السكري». وقال إن المعاناة الجسدية والنفسية التي يتكبدها مريض السكر وأسرته والمجتمع بصورة عامة تعطينا مفهوما راسخا للاهتمام وتنفيذ البرامج والأبحاث والدراسات حتى تمكننا التقليل من نسبة الاصابة بهذا الداء الخطير، والتثقيف الصحي يلعب دورا كبيرا ومهما في تخفيض التكاليف على المدى البعيد لأنه يعد امرا اساسيا ورافدا مهما للتعايش مع المرض ومعينا قويا للمريض كي يعيش حياته بشكل طبيعي، كما يمثل التثقيف مصدرا مهما للاطلاع على آخر المستجدات في وسائل التشخيص وطرق العلاج. واستطرد: ان حكومة خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الامين ، وسمو النائب الثاني حفظهم الله، تولي اهتماماً كبيراً بالقطاع الصحي، حيث انتشرت مراكز الرعاية الاولية، وأنشئت المستشفيات ذات الكفاءة والامكانيات المتطورة، وزودت بأحدث الاجهزة والمعدات الطبية المتُقدمة، واستقطبت لها الكوادر عالية الكفاءة، والمؤهلة للعمل بها من أطباء وفنيين. وسعت حُكومتنا الرشيدة، مُمَثلة في جميع القطاعات الصحية، الى افتتاح مراكز عديدة لعلاج (مرض السكري) ، الا ان الركيزة الرئيسة في العلاج هي التعليم والذي ثبت أنه يُساعد وبِشكلٍ كبير على التقليل من مُضاعفاتهِ سواء الحادة او المُزمِنة. ومن هذا المنطلق فإن الشؤون الصحية بالحرس الوطني تبذل جهودا كبيرة لهذا الجانب خاصة ما تبذله من اهتمام في سبيل تطوير منسوبيها بإنشاء أقسام متخصصة للتثقيف الصحي بمستشفياتها وبمراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لها لضمان حصول مريض السكر على أعلى مستوى من التثقيف الصحي على يد متخصصيين دربوا على أعلى المستويات ليؤدوا دورهم على أكمل وجه للتقليل من مضاعفات المرض، ومن حق هذه الفئة أن تتلقى الرعاية والاهتمام بما وفرته لها القيادة الحكيمة من إمكانات وطاقات وأنني أطلب انعقاد مثل هذه الدورات لأهميتها وللارتقاء بمستوى الكوادر التي تهتم بمجال التثقيف. وشددت أخصائية تعليم وتدريب مرضى السكر بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني إيمان عبدالرحمن العقل، على أهمية التوعية والتثقيف بمرض السكري باعتبارهما يساهمان في تقليص مضاعفاته، إضافة إلى مراجعة الطبيب او اخصائي تعليم السكر حول الغايات المحددة صحيا والواقعية للتعامل اليومي حيث إنه يجب أن تتغير العادات الغذائية واليومية للوقاية من مرض السكر.