أثبت لاعبو الرائد أن بيدهم تغيير أمور كثيرة في مسيرة فريقهم في الدوري، فما قدموه في نزالهم الأخير أمام الأهلي من عطاء برهن على أن فرحة المدرج الأحمر ستكون بيد لاعبيه متى ما كانوا على قدر من المسؤولية، والروح القتالية والحماس المتقد الذي كان عليه أفراد الفريق (الأحمر) في مواجهة الأهلي، أعادت الفرحة لمحبي "زعيم القصيم" الذين ذاقوا مرارة التعثر في 9 مباريات وهو رقم كبير في عالم الكرة. الرائد ورغم العمل الكبير الذي قدمته إدارته لم يصل بعد للمكانة التي ينتظرها أنصاره، هناك ظروف وعوامل عدة أسهمت في ذلك، منها بعض الخيارات على مستوى اللاعبين، واخفاق المدرب البرازيلي السابق لوتشيو، وظروف الإيقافات والإصابات التي داهمت الفريق. كل تلك المبررات لا يجب أن تقف أمام تطلعات محبي "رائد التحدي" فالفريق يحظى بدعم إداري وجماهيري كبير، ومن يكتب له حضور أحد التدريبات سيجد الالتفافة الجماهيرية والقرب الواضح بين اللاعبين وأنصار فريقهم، ما يعني أن لاعبي الرائد شعروا بالتقصير تجاه فريقهم. المهم ألا يشكل الفوز الأخير على الأهلي منتهى طموح لاعبي الرائد، فالرائديون يستحقون الكثير من لاعبيهم ومسيري الفريق، عقب أن عانوا من الانكسارات في موسمين نجا فيهما الرائد بأعجوبة من الهبوط. الإدارة الرائدية وإن ارتكبت أخطاء على صعيد العمل، قدمت عملاً ملموساً، فالصفقات هذا الموسم كانت مركزة على أهم احتياجات الفريق، والأهم من ذلك كله أن الإدارة ظلت تعمل رغم بعض أصوات النقد البعيد عن المنطق والقريب من التجريح وتقزيم العمل، إذ يحسب للقائمين على النادي الابتعاد عن المهاترات وعدم إعطاء من يبحثون عن زعزعة النادي الذين كسروا كل القواعد والأعراف، الفرصة للدخول في سجالات عانى منها الرائد في سنوات طويلة. بقي أن أقول إن الرائد بالمجهودات التي بذلت جدير بالحصول على مركز متقدم للغاية، متى ما وضع لاعبوه النظرة الدونية لفريقهم خلف ظهورهم، فالشعور بأن البقاء مع المحترفين هو منتهى الطموح أمر سلبي، يوجب على الرائديين القضاء عليه إن كان موجوداً.. كما أن ما قدمه الفريق أمام الأهلي يجب أن يكون توطئة للدخول في مرحلة جديدة من الانتصارات.. فهل يفعل الرائديون؟