أطفال متلازمة داون هم أطفال يختلفون اختلافاً ملحوظاً عن الأطفال الطبيعيين في طبيعة نموهم الحسي والانفعالي حيث إنهم يعانون من تأخر عام في جميع القدرات العقلية والحسية والحركية واللغوية، وهذا الاختلاف يحتم على الأسرة المبادرة والسعي للحصول على خدمة التدخل المبكر واختيار طرق التدريس الخاصة بهم والتي تساهم في دفع وتحفيز قدراتهم ، وتنمية مهاراتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع لا عالة على أسرهم وذويهم.. ولكن هنا بدأ الألم ينسج خيوطه!! فقبل سبع سنوات رزقني الله بطفل متلازمة داون..قمت بالبحث عن مراكز تحتضن طفلي فما وجدت غير مركزين خاصين لهذا النوع من الإعاقة هما جمعية النهضة وللأسف قابلوني بالرفض نتيجة الازدحام الشديد عندهم، والمركز الثاني (دسكا) والتي لا أنسى فضلهم وتعاملهم الراقي معي ومع ابني ولكن انتهى برنامجهم لعمر خمس سنوات فقط!! ومن ذاك العمر وأنا أبحث عن مركز أو مدرسه أسجل فيها ابني حتى هذا اليوم!! وجدت مدارس أهلية طبقت نظام الدمج ولكن الخدمات التي تقدمها لهم ضعيفة للغاية مقارنة مع الرسوم الباهظة التي يطلبونها !! إلى متى والوضع مؤلم هكذا؟؟ مازلنا نؤمل أن تفتح مراكز راقية لهم تتفهم حالاتهم وتساعد على رقيهم وتطوير قدراتهم مجانية أو برسوم معقولة تناسب جميع فئات المجتمع، فمن حقهم أن تكون لهم مدارس خاصة كما لغيرهم من الأطفال الطبيعيين لماذا إهمالهم وتهميشهم؟؟ لماذا لا ينظر إلى وضعهم؟؟ أين دور رجال الإعلام في السعي وحث أبناء المجتمع لافتتاح مراكز جديدة في ظل التزايد المتنامي في أعداد هؤلاء المرضى من الزهور البريئة!!! ولكن مازال الأمل موجودا في أهل الخير و أصحاب رؤوس الأموال في تبني مراكز ومدارس خاصة لهم أو تبني دراستهم .... والأمل أكبر في وزارة المعارف أن تقوم بما يلزم تجاههم بعيدا عن فوضى دمجهم دون مراعاة لاحتياجاتهم وقدراتهم كما هو الوضع الآن!! وأخيرا باقة ثناء وشكر لمن ساهم في توعية المجتمع بهذا النوع من الإعاقة وإقامة المهرجانات التي تخصهم كما تفعل دسكا دائما..وشكر خاص لمدارس نبع العلوم الأهلية وخاصة الأستاذة ناهد الدباسي معلمة مادة الجغرافيا التي قامت مشكورة بطرح الفكرة والقيام بأركانها على أكمل وجه .