أصيبت الأوساط المغربية بالصدمة إثر نشر صحف أسبانية أول من أمس صورة ادعت أنها لأطفال صحروايين سقطوا ضحايا "اعتداءات" القوات الأمنية المغربية في أحداث العيون الأخيرة بينما هي في الحقيقة تعود لأطفال غزيين من ضحايا العدوان الإسرائيلي عام 2006. واستنكرت وزارة الاتصال المغربية بشدة هذا التلفيق للحقائق المتعمد والذي يهدف إلى المساس بمشاعر معظم المغاربة وتشويه صورة المغرب عبر وسائل إعلامية مفروض أن تتحرى الدقة في عملها وتلتزم بقواعد المهنة كما هو متعارف عليه عالمياً. ونشرت صحيفة "إلباييس" و"إلموندو" الواسعتي الانتشار في أسبانيا صورة على صدر الصفحة الأولى أول من أمس لأطفال صغار مصابين بجروح بليغة يتلقون العلاج في أحد المستشفيات قالتا إنهم "ضحايا قمع الأمن المغربي"، غير أن الصورة في الواقع هي لأطفال غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي سنة 2006. واختارت "إلباييس" العنوان التالي لهذه الصورة (التي تعيد نشرها "الرياض"): "أطباء يسعفون عدة أطفال صحراويين جرحى"، بينما قالت صحيفة "إلموندو" إن مصدر الصورة وكالة الأنباء الأسبانية الرسمية "إفي". غير أن هذه الصورة في الحقيقة هي لأطفال غزة والتقطت سنة 2006، وهي موجودة في أرشيف 2006 لموقع "وورلد بروت أسمبلي". وأفاد موقع "أندلس بريس" الإخباري الذي يوجد مقره بأسبانيا أن مسؤولي الموقع اتصلوا بمسؤولة قسم التصوير في وكالة الأنباء الرسمية الأسبانية "إفي"، روساريو بونس، التي أكدت بخصوص هذا الموضوع أن "إفي" ليس لديها أي مصور في مدينة العيون ، وأنها قامت بتغطية الأحداث الأخيرة في مدينة العيون على مستوى الصور بتحميل مواد من بعض المواقع الإلكترونية والمدونات الشخصية لما سمتهم "نشطاء صحراويين". وقال الموقع إن ذات المسؤولة طلبت "مساعدتها على التحقق من أن الصورة ترجع لأطفال فلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي سنة 2006، وذلك لتصحيح هذا الخطأ" على حد تعبيرها. من جهتها قررت وزارة الاتصال سحب اعتماد مراسل صحيفة "أ بي سي" الاسبانية كما أعلنت عن شجبها بقوة لسلوكيات التحامل والزيف والاسلوب المنحرف لبعض مراسلي الصحافة الأسبانية بالمغرب في تغطيتهم لأعمال الشغب والتخريب بالعيون. وقال بيان للوزارة إنها إذ تشجب بقوة سلوك بعض مراسلي وسائل الإعلام الأسبانية المعتمدة فوق التراب الوطني توضح أنه ضمن ما سجل من إخلالات مهنية في هذا الصدد "السلوك غير المهني الذي دأب عليه مراسل جريدة "أ بي سي" المعتمد في المغرب مما يستدعي تطبيق المادة 22 من القانون المتعلق بالنظام الأساسي للصحافيين المهنيين". يذكر أن المادة 22 من القانون المتعلق بالنظام الاساسي للصحافيين المهنيين تنص على ضرورة تقييد الصحافيين المهنيين ومن في حكمهم من المعتمدين بمزاولة عملهم في دائرة احترام السيادة الوطنية والآداب المهنية والنصوص التشريعية الجاري بها العمل. الى ذلك أكد الوزير الفرنسي السابق إيريك راؤول أنه لا أثر للتدخلات المزعومة والموصوفة ب "الوحشية أو التعسفية" لقوات الأمن، على خلفية أحداث العيون. وأوضح راؤول خلال ندوة وطنية نظمتها رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا، أول من أمس بمدينة بن غرير (وسط المغرب)، حول موضوع "مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء: حل سياسي ديموقراطي وجيوسياسي" أنه "خلافا للادعاءات المغرضة التي تناقلتها بعض الأوساط في الخارج ، فقد وقف وكافة أعضاء الوفد الفرنسي المرافق له على زيف المعلومات الرائجة بهذا الشأن إذ لا أثر برأيه للتدخلات المزعومة والموصوفة ب "الوحشية أو التعسفية" للقوات الأمنية.