جندت وزارة الصحة أكثر من 6630 ممرضا وممرضة ضمن القوى الصحية العاملة في حج هذا العام، في سابقة إحصائية لأول مرة تحدث في تاريخ الصحة في المملكة. واكتمل وصول كافة أعداد الممرضين والممرضات المكلفين من كافة المناطق، في أجواء عملية إيمانية رائعة، استمتع بها كافة العاملين في مستشفيات المشاعر المقدسة، والمراكز الصحية التابعة لها، وقد سجل التمريض في المملكة حضوراً لافتاً للممرضات المواطنات، متحديات ظروفهن وتاركاتن خلفهن أطفالهن وأزواجهن، كل ذلك لنيل شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام. دور مميز في البداية تقول "د.منيرة بنت حمدان العصيمي" مدير عام التمريض بالمملكة ورئيسة لجنة التمريض في الحج: إن التمريض السعودي أثبت جدارته وتميزه في المشاركة في الحج، بعد أن تجاوز عدد المشاركين فيه هذا العام في العناية المركزة عدد الممرضين الأجانب، مضيفةً أن الممرضات المواطنات المكلفات بالحج لهن دور مميز في تقديم الخدمات التمريضية لضيوف الرحمن، ومازلن يشاركن بمستوى علمي وعملي أفضل من الأعوام السابقة، مشيرةً إلى أن مستشفيات مكةالمكرمة والمدينة المنورة شهدت كفاءات علمية عالية من المكلفين في مهنة التمريض، حرصاً من وزارة الصحة لتحقيق تطلعات القيادة في تقديم أفضل الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام. نطبب الجروح وتستذكر الممرضة "ميمونه البيشي" -خبرة 28 عاماً- وعضو لجنة الحج، الذكريات الماضية قائلةً: كنا نستخدم الثلج والماء البارد ل"نطبب" جروح حجاج بيت الله الحرام في عام 1401ه، حيث كانت الإمكانيات متواضعة، أما اليوم فتبدل الحال ولله الحمد، مضيفةً: "لم انقطع عن المشاركة في الحج منذ عام 1401 ه عدا عامين فقط، لظروف ولادتي وتواجدي في الرياض، حيث أتذكر أنه في أول مشاركة لي لم يكن معي عدا ممرض مواطن فقط من حائل، لكن اليوم يشكل التمريض السعودي أكثر من (70%) من التمريض. د. منيرة العصيمي تحملنا المشقة وتؤكد مديرة التمريض بمستشفى عرفات الممرضة "ابتسام الرقعي" -خبرة 27 عاماً- أن حال التمريض حالياً تحول كلياً (100%)، ففي سنوات ماضية كنا نسكن في خيام "بالية" وقديمة، ومعي مجموعة من الممرضات بداخلها بعد انتهاء فترة مناوبتنا من المستشفى، ولقد تحملنا كل تلك المشقة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، لكن اليوم تبدل حال التمريض خاصة بعد إقرار لجنة التمريض بالحج، حيث تم توفير العديد من الخدمات وسكن فاخر للمشاركين، كما دُعمت مستشفيات المشاعر بالعديد من التجهيزات والأجهزة التي كنا نحلم بها في الماضي. تعلمت الشيء الكثير الممرضة "منيرة هوساوي" مديرة التمريض بمستشفى منى البرج -خبرة 22عاماً- تقول: قضيت سنوات من العمل في المشاعر المقدسة تعلمت منها الشيء الكثير، تعلمت كيف أتعامل مع مختلف جنسيات العالم، وكذلك أنواع الشخصيات السهلة والصعب منها، وعن عائلتها تقول: عائلتي كانت قلقة في بداية الأمر، ومع مرور السنوات أبدوا ارتياحهم وأصبحوا معتادين على غيابي، بل ويفتخرون بي. شرف الخدمة عضو لجنة التمريض بالحج الممرض "توفيق الغامدي" -خبرة 13 عاماً- يتحدث قائلاً: أيام الحج فرصة لمن يبحث عن التميز والخبرة في كل المهن، كونك تحتك بكافة الشخصيات والجنسيات المختلفة، وقد تعلمت الكثير من خلال عملي في مستشفيات الحج، مشيراً إلى اعتماده على نفسه في كثير من الأمور، ومبيناً أن الممرضات المواطنات كان لهن مشاركة فعالة في الحج، وقد قاسمن الرجال شرف الخدمة. نسينا الغربة وتوضح الممرضة "نوال المرزوقي" -خبرة 13 عاماً- أنها قدمت من مدينة الدمام لخدمة ضيوف الرحمن، وهي تتمنى أن تشاطر إخوانها الممرضين شرف الخدمة، لتساهم في إنجاح الحج، لافتةً إلى أن أجواء العمل تنسيهم التفكير في أي شيء مثل الغربة، فقدسية المكان تشعرك بالعطاء والحس الوطني، وأن تشاهد مختلف جنسيات العالم تراجعك. أما الممرضة حنان غروي -خبرة 8 سنوات- فتقول: إن العمل في المشاعر المقدسة أمنية كل مواطنة، ذاكرةً أن من يتاح لها الظروف العائلية فأجزم أنها لن تتردد في العمل في المشاعر المقدسة، لتخدم ضيوف وطنها.