أكد عدد من الممرضات السعوديات العاملات بمستشفيات ومراكز المشاعر ل «الرياض» ان العمل ممتع وكل شيء ميسر من حيث التجهيزات أو تعامل الزميلات ولكن يحتاج تحسين السكن ودورات المياه ومعرفة احتياج العاملة السعودية. وأشار الجميع ان العائق في العمل يرجع إلى رفض الزوج أو ولي الأمر مشاركة ابنته لدواعي اجتماعية وأضافت بعض المشاركات في الحج ان العمل في موسم الحج يتحسن من عام إلى آخر وتشير بعض المكلفات بالحج أن السكن يفتقر إلى وسائل الترفيه والمعرفة من تلفاز وصحف. «الرياض» كان لها هذا التحقيق مع عدد من الممرضات السعوديات. الاهتمام بالسكن في البداية قالت الممرضة يسرين ان العديد من الممرضات يرفضن العمل بسبب عدم الاهتمام بالسكن ودورات المياه والمواصلات وتحديد مهام العمل قبل التوجه إلى عمل قد لا يوجد لديها خبرة بسبب انها تعمل بمركز صحي أو في عناية مركزة أو في أقسام أخرى، مؤكدة ان المكلفة يجب أن تعرف طبيعة عملها السابق ومن ثم توجيهها حسب خبرتها بالاضافة إلى أسباب اجتماعية بسبب رفض الأب أو الزوج المشاركة في الحج ويرجع ذلك إلى الخوف عليها من المشاكل في الحج من كوارث ونحوها. وتضيف أم محمد ممرضة ان العاملات بالحج يرغمن بالسكن في غرف يسكن بها أكثر من 15 ممرضة ودورات مياه قليلة وتشير ان السكن والمعيشة تحسنت في الآونة الأخيرة ولكن نطلب المزيد من الاهتمام بالكادر السعودي العامل بالحج وتوفير التلفاز في السكن للتعرف على العالم الخارجي حيث لا نعلم ما يدور في مكة مؤكدة ان التمريض الرجالي لا توجد صعوبات في التعامل معه. بتكثيف التوعية أما نورة من المنطقة الشرقية شاركت أول مرة ورشحت نفسها للمشاركة لكي تخدم وطنها وكانت معظم الحالات التي عملت عليها هي التهابات الجهاز التنفسي العلوي الناتج عن الوضع الجوي ووجود حجاج من مناطق مختلفة من العالم حيث ان هذه الأمراض تنتقل عن طريق الرذاذ وقد وجدت في البداية صعوبة في التعامل مع الحالات المرضية للحجاج ولكن استطاعت التعامل معها عن طريق التحدث باللغة الانجليزية وقد استفادت من مشاركتها بالحج في التعرف على العمل في الحج على الطبيعة وان تشاهد موقف الحج عياناً بعد أن كانت تشاهده في التلفزيون وتشعر بأنها قدمت أقل القليل لرد الجميل للوطن الذي اتاح لها فرصة التعليم. وتقول بتفاؤل بأنها ستشارك في المستقبل لو سمحت لها ظروفها وتقترح لتحسين الوضع الصحي للحجاج بتكثيف التوعية بينهم والتحذير من مختلف الأمراض المتوقعة في الحج وأخذ الجرعات اللازمة للتحصين ولم تشر إلى مشاكل بالسكن أو بعدم تعاون الجهات المشرفة على العاملات بالحج. التردد في المشاركة وتؤكد ابتسام ممرضة مركز صحي بالرياض انها تشارك لأول مرة، فقد سمعت كثيراً عن المشاركة في الخدمة الصحية في الحج ولكنها كانت مترددة وأخيراً حزمت أمرها فشاركت وتبعث هذه المشاركة لأنها بطبيعتها تميل لتطوير نفسها معرفياً ومهنياً ودراسياً فتقدمت للمشاركة وقبل طلبها. وأشارت بأنها لم تجد أي صعوبة في موقع العمل في الحج حيث وجدت كل شيء متيسراً سواء من حيث التجهيزات أو تعامل الزميلات أو الرؤساء وخاصة وان العمل يتم بروح الفريق الواحد ولمست بأن العمل في المركز الصحي الذي تعمل فيه في خدمة الحجيج يختلف عن عملها المعتاد في المركز الصحي حيث ان عملها المعتاد كان مقتصراً على عيادة واحدة ونمط واحد من العمل بينما اتاح لها العمل في الحج ممارسة مهام كثيرة في التمريض مما أكسبها المزيد من المعرفة والقدرة التطبيقية مبينة انها وجدت فيه مجالاً للعمل الجاد مما أسعدها وجعلها تتحمس لدعوة زميلاتها المترددات للمشاركة في حج العام القادم وخاصة وان كل ما يضمن مشاركتهن قد وفرت من حيث السكن المنفصل عن الرجال والتنظيم الجيد الذي شمل كل شيء تقريباً. من جانبها قالت منيرة حمدان العصيمي مدير عام التمريض بوزارة الصحة والمشرفة العامة على لجنة التمريض بالحج ان عدد العاملات بالحج من السعوديات أكثر من «300» ممرضة يعمل بعضهن في أقسام العناية المركزة، مشيرة ان الجنة عملت دراسة العام الماضي لمعرفة أسباب امتناع الممرضة السعودية عن العمل بالحج وتم التوصل إلى الأسباب من سوء السكن والمواصلات والمعيشة وبالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية وتم تحديث السكن وتحسين جو العمل وعمل سكن في نفس مقر العمل، والعمل على إيجاد مناخ ملائم للممرضة السعودية ولم تخف العصيمي وجود صعوبات يصعب حلها في الوقت الراهن وخاصة المتعلقة بالمشاكل الاجتماعية، وأشادت بمستوى الممرضة السعودية وجودة عملها واهتمامها بتطوير مستواها وحصولها على العديد من الدورات التدريبية. وأضافت ان لديها دراسة على مدار السنوات القادمة لعمل ما في وسعها لاستقطاب الكثير من الممرضات السعوديات للعمل في الحج، وتشير إلى توجيه معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع الذي يؤكد حرص معاليه على تذليل كافة الصعوبات ودعم الممرضة السعودية.