أكد "د. عبدالله المسند" عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم، أن فترة الحج هذا العام تتزامن مع منتصف شهر "نوفمبر" وقبيل نهاية الوسم وبداية المربعانية، ولاشك أنها فترة حرجة كونها تقع في شهر "نوفمبر" وهو شهر عادةً تكثر فيه التقلبات الجوية، وحالات عدم الاستقرار الجوي، وقد تكون الأمطار فيه إن أمطرت فجائية وغزيرة، وهي سمة الأمطار الصحراوية، بل إن أغزر الأمطار وأشدها كثافة في مكة تهطل عادة في شهر نوفمبر، والذي يتزامن مع أداء مناسك الحج هذا العام، مشيراً إلى أن متوسط هطول الأمطار في "نوفمبر" يبلغ (26 ملم)، بينما متوسط عدد الأيام المطيرة خمسة أيام خلال الشهر نفسه وذلك في مكةالمكرمة، مع الأخذ في الاعتبار التذبذب الكبير في الأمطار، وارتفاع قيمة الانحراف المعياري في كمية الأمطار. الحج يتزامن مع منتصف «نوفمبر» الذي تكثر فيه التقلبات الجوية النماذج المناخية وعن نتائج ومؤشرات نماذج المحاكاة المناخية قال "د.المسند": أتوقع - والعلم عند الله - أمطاراً متوسطة خلال فترة الحج في مكةالمكرمة، والمساحة الجغرافية للأمطار قد تشمل مناطق مكة والمدينة وحائل والقصيم وسدير، بالإضافة إلى الوشم والشمال الشرقي للمملكة والجوف والحدود الشمالية وتبوك، ذاكراً أن هذا لا يعني بالضرورة الاعتماد على مخرجات النماذج المناخية تلك في شأن التوقعات الجوية في فترة الحج، والتي لا يعول عليها (100%)، فقد تتغير وتتبدل أكثر من مرة، لذا فنحن نستأنس بمخرجاتها ولا نعتمد عليها، والمعول عليه في هذه الحالة هي المراقبة الآنية واليومية للظروف الجوية المحلية. د.عبدالله المسند الجريان السطحي وعن الرئاسة العامة للأرصاد أكد "د.المسند" أنها تمتلك الإمكانات البشرية والمادية لمتابعة الأحوال الجوية بشكل مفصل، وعلى وجه الخصوص فوق أجواء مكة وما حولها، وذلك لتقديم الإنذار المبكر خلال فترة الحج، لحماية أكثر من مليوني حاج يغص بهم وادي منى، الذي (قد) تغمره السيول الجارفة في غضون أقل من 45 دقيقة، في حالة بلغت كثافة السيول (100 ملم) فأكثر في الساعة، لاسيما وأن سفوح الجبال المطلة على مشعر "منى" تُسرِّع من عملية الجريان السطحي، وتضاعف من كمية السيول، وهذا وجه من وجوه التحدي لدى قوة الدفاع المدني. الطبوغرافية الجبلية واستشهد "د.المسند" بدراسات مناخية أثبتت أن (50%) من أمطار المملكة تهطل بكثافة تزيد على (20 ملم) في الساعة، مضيفاً: "عندما نستقرئ الماضي فقد هطلت في مكة أمطار غزيرة وكثيفة جداً بلغت كميتها (240 ملم) خلال ثلاث ساعات فقط، أي بمعدل (80 ملم) بالساعة، وذلك يوم الأربعاء الرابع من ذي القعدة من عام 1388ه (23 يناير 1969م)، أيضاً في الثامن من أبريل من عام 1975م، هطلت أمطار كثيفة بلغت (43 ملم) في غضون 52 دقيقة فقط، ووفقاً للاستقراء المناخي فقد تجاوزت كمية الأمطار (50 ملم) خلال مطرة واحدة وذلك في شهر نوفمبر في عام 2000م، 2002م و2008م"، لافتاً إلى أن هذه الظروف المناخية المتذبذبة، و"الطبوغرافية" الجبلية الوعرة لمكةالمكرمة شكلت هاجساً لدى ولاة الأمر -حفظهم الله - دفعتهم إلى دعم سخي لكافة الجهات ذات العلاقة بما يلزم للحفاظ على أمن الحجاج البيئي. عامل الوقت والخبرة وأكد "د.المسند" أن المسؤولية مضاعفة وكبيرة على عاتق الرئاسة العامة للأرصاد، وهم بلا شك لديهم الدراية والقدرة في متابعة ومراقبة السحب بالبعد الثلاثي، بل والرباعي أيضاً، بدقة قد تصل إلى (80%) قبل أن تُعصر السُحب الركامية فوق المشاعر المقدسة بوقت حرج قد يصل إلى ساعة أو ساعتين تقريباً، لذا فعامل الوقت والخبرة والمراقبة العلمية الدقيقة لنشوء حالة عدم الاستقرار الجوي كفيلة في إعطاء الإنذار المبكر من قِبل الأرصاد، وهم خط الدفاع الأول في الميدان، ورفع الاستعدادات إلى اللون الأحمر من قِبل إدارة الدفاع المدني ومعها الجهات ذات العلاقة - في حالة اكتشاف حالة جوية عنيفة -، والبدء بعملية الإخلاء فوراً إذا استدعى الأمر لا قدر الله، "والسعيد من وعظ ... بجدة". في طور النظرية وعن إمكانية التأثير في مسار الحالة الجوية العنيفة لحرفها عن المشاعر المقدسة، أو إجهاض السحب العنيفة قبل أن تصل إلى أجواء المشاعر المقدسة، قال "د.المسند": لازالت في طور النظرية ولم تنجح عملياً على مستوى العالم، وحول درجة الحرارة خلال فترة الحج لهذا العام أوضح أن الوضع أفضل من الأعوام السابقة، إذ أن الحج يزحف بعيداً عن فصل الشتاء الذي خرج منه منذ سنتين (1429ه)، ويأتي الآن في نهاية فصل الخريف، وكل عام تتقدم فترة الحج 11 يوماً بالمتوسط مقارنة بالسنة الميلادية، مضيفاً أنه من المتوقع أن تكون درجة الحرارة معتدلة إلى دافئة نهاراً (معدل العظمى 35 درجة مئوية)، وتميل إلى البرودة مساءً (معدل الصغرى 23 درجة مئوية)، مشيراً إلى أن فترة الحج ستدخل في فصل الصيف عام 1437ه وتبقى فيه لمدة ثمان سنوات، ثم تدخل فترة الحج في فصل الربيع عام 1445ه وتبقى فيه لمدة تسع سنوات، ثم تدخل فترة الحج في فصل الشتاء عام 1454ه وتبقى فيه لمدة ثمان سنوات. الاستعداد للظروف وطالب "د.المسند" الجهات المعنية كقوة الدفاع المدني، وكافة القطاعات الحكومية ذات العلاقة أخذ عامل المناخ والتقلبات الجوية كأهم دور لاعب ومتغير خلال فترة الحج، والاستعداد لكافة "السيناريوهات المتوقعة"، بل وأهيب بقوة الدفاع المدني إلى التدرب على أسوأ سيناريو قد يقع خلال فترة الحج، وهو هطول أمطار تصل إلى (100 ملم) في الساعة، مع رياح هابطة قد تصل سرعتها إلى أكثر من (60 كم) في الساعة، وجريان سطحي تعجز قنوات الصرف عن تصريفه، والله يحفظ البلاد والعباد من كل شر وسوء إنه لطيف رحيم.