أكد باحث سعودي متخصص في الفلك أن مسألة إمكانية التأثير في مسار الحالة الجوية العنيفة لحرفها عن المشاعر المقدسة، أو إجهاض السحب العنيفة قبل أن تصل إلى أجواء المشاعر المقدسة، فلا زالت في طور النظرية ولم تنجح عملياً على مستوى العالم.وأضاف عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبد الله المسند أن هطول الأمطار في فترة الحج تعتبر حرجة من جهة كونها تقع في شهر نوفمبر وهو عادة شهر تكثر فيه التقلبات الجوية، وحالات عدم الاستقرار الجوي، وقد تكون الأمطار فيه إن أمطرت فجائية وغزيرة والله أعلم، وهي سمة الأمطار الصحراوية، بل إن أغزر الأمطار وأشدها كثافة في مكة تهطل عادة في شهر نوفمبر، والذي يتزامن مع أداء مناسك الحج هذا العام، ويصل متوسط هطول الأمطار في نوفمبر إلى 26 ملم، بينما متوسط عدد الأيام المطيرة خمسة أيام خلال الشهر نفسه وذلك في مكةالمكرمة، مع الأخذ في الاعتبار التذبذب الكبير في الأمطار، وارتفاع قيمة الانحراف المعياري في كمية الأمطار. وأضاف المسند أن فترة الحج هذا العام تتزامن مع مطلع شهر نوفمبر، وفي منتصف الوسم تقريباً، لذا فإن درجة الحرارة خلال فترة الحج هذا العام ستكون أفضل من الأعوام السابقة، إذ إن الحج يزحف بعيداً عن فصل الشتاء الذي خرج منه منذ عام 1429ه، ويأتي الآن في فصل الخريف، وكل عام تتقدم فترة الحج 11 يوماً بالمتوسط مقارنة بالسنة الميلادية، ومن المتوقع أن تكون درجة الحرارة معتدلة إلى دافئة نهاراً (معدل العظمى 35 درجة مئوية)، وتميل إلى البرودة مساء (معدل الصغرى 23 درجة مئوية)، وتجدر الإشارة إلى أن فترة الحج ستدخل في فصل الصيف عام 1437ه وتبقى فيه لمدة ثمان سنوات، ثم تدخل فترة الحج في فصل الربيع عام 1445ه وتبقى فيه لمدة تسع سنوات، ثم تدخل فترة الحج في فصل الشتاء عام 1454ه وتبقى فيه لمدة ثمان سنوات. وقال د. المسند لقد أثبتت الدراسات المناخية أن 50% من أمطار المملكة تهطل بكثافة تزيد على 20 ملم في الساعة، وعندما نستقرئ الماضي فقد هطلت في مكة أمطار غزيرة وكثيفة جداً بلغت كميتها 240 ملم خلال ثلاث ساعات فقط أي بمعدل 80 ملم بالساعة، وذلك يوم الأربعاء الرابع من ذي القعدة من عام 1388ه (23 يناير 1969م)، أيضاً في الثامن من أبريل من عام 1975م هطلت أمطار كثيفة بلغت 43 ملم في غضون 52 دقيقة فقط، ووفقاً للاستقراء المناخي فقد تجاوزت كمية الأمطار 50 ملم خلال مطرة واحدة وذلك في شهر نوفمبر في عام 2000م، 2002م و 2008م. هذه الظروف المناخية المتذبذبة، والطبوغرافية الجبلية الوعرة لمكةالمكرمة شكلت هاجساً لدى ولاة الأمر حفظهم الله دفعتهم إلى دعم سخي لكافة الجهات ذات العلاقة بما يلزم للحفاظ على أمن الحجاج البيئي. واشار المسند الى أن المسؤولية مضاعفة وكبيرة على عاتق الرئاسة العامة للأرصاد، وهم بلا شك لديهم الدراية والقدرة في متابعة ومراقبة السحب بالبعد الثلاثي، بل والرباعي أيضاً بدقة قد تصل إلى 80% قبل أن تُعصر السُحب الركامية فوق المشاعر المقدسة بوقت حرج قد يصل إلى ساعة أو ساعتين تقريباً، لذا فعامل الوقت والخبرة والمراقبة العلمية الدقيقة لنشوء حالة عدم الاستقرار الجوي كفيلة في إعطاء الإنذار المبكر من قِبل الأرصاد وهم خط الدفاع الأول في الميدان، ورفع الاستعدادات إلى اللون الأحمر من قِبل إدارة الدفاع المدني ومعها الجهات ذات العلاقة في حالة اكتشاف حالة جوية عنيفة والبدء بعملية الإخلاء فوراً، إذا استدعى الأمر لا قدر الله “والسعيد من وعظ ... بجدة”. ونبه الباحث في شؤون الفلك د. المسند الجهات المعنية كقوة الدفاع المدني، وكافة القطاعات الحكومية ذات العلاقة أخذ عامل المناخ والتقلبات الجوية كأهم دور لاعب ومتغير خلال فترة الحج، والاستعداد لكافة السيناريوهات المتوقعة، كما أهاب بقوة الدفاع المدني إلى التدرب على أسوء سيناريو قد يقع خلال فترة الحج، وهو هطول أمطار تصل إلى 100 ملم في الساعة، مع رياح هابطة قد تصل سرعتها إلى أكثر من 60كم في الساعة، وجريان سطحي تعجز قنوات الصرف عن تصريفه، والله يحفظ البلاد والعباد من كل شر وسوء إنه لطيف رحيم.