كان جمهور الأغنية يأمل أن يكون الحاضر مُشرقاً للمطربين السعوديين خاصة مع تطور أدوات التسويق لألبوماتهم من قنوات موسيقية وإذاعات متخصصة لم يحظ بها الفنانون السابقون. عبدالمجيد عبدالله يعتبر من أهم الفنانين السعوديين نظراً لامتلاكه خامة صوت (ذهبية) إلا أنه في الفترة الراهنة أصبح يقدم أغاني منفردة "السنغل" بشكل متتالٍ وكلما قدم أغنية جديدة نسي الجمهور تماماً أغنيته التي قبلها. تاريخ عبدالمجيد عبدالله الغنائي مرّ بمراحل متعددة, المرحلة الأولى عرفت "بالأغنية التقليدية" مع سامي إحسان وسراج عمر وغيرهما من ملحني الجيل الذهبي للأغنية السعودية, والمرحلة الثانية مع خالد الشيخ عندما قدم "طائر الأشجان, ارجع بالسلامة, زمان الصبا, رد السلام, ساكن القلب وآن الأوان" التي يتشبث بها محبو عبدالمجيد, والثالثة مع صالح الشهري وممدوح سيف. كل هذه المراحل الثلاث شهدت تألقاً غير عادي لعبدالمجيد عبدالله, أما المرحلة الرابعة التي يعيشها حالياً, والتي يتعاون فيها مع الأسماء الجديدة من الشعراء والملحنين, ربما تعيده إلى نقطة "الصفر" عطفاً على ما تحويه من تراجع فني مخيف, خاصة أغاني "السنغل" الجديدة التي لا تستحق أن تُحسب من تاريخه, والتي تُنسى فوراً مع صدور "سنغل" جديد. عبدالمجيد عبدالله, بحاجة إلى مراجعة ما يقدمه من أعمال غنائية, وتقريب المستوى عن ما كان يقدمه سابقاً من ألبومات وأغاني نالت الإعجاب منذ انطلاقته في حفل نادي الاتحاد ونزول ألبومه المشترك مع طلال مداح رحمه الله. أغاني السنغل المتوالية التي يتم تنفيذها بشكل سريع باستخدام أجهزة موسيقية فارغة لتسمع عبر الإذاعات أو ألبومات المهرجانات قد لا يتذكرها الجمهور بعد فترة وجيزة من الزمن, وهذا لاشك أنه معلوم عند عبدالمجيد من خلال خبرته الطويلة وتنوع أعماله عبر المراحل التي مرّ بها, وإذا ما لمسنا هوايته بجمع الذاكرة الموروثة لحنياً مع استخدام المفردة الحديثة شعرياً, فإن نشاط عبدالمجيد عبدالله الجديد قد يعتبره الجمهور تهوراً واضحاً لنسف ما كان يقدمه في السابق وتعويضه بالإصدارات السريعة. الحديث عن عبدالمجيد عبدالله قد يكون مختلفاً عن أي فنان آخر, لأن إمكاناته الصوتية وقدرته على قراءة أحداث سوق الكاسيت واستفادته من الثمانية والعشرين عاماً التي قضاها في الساحة الفنية يفترض أن تكسبه خبرة قد تكون مساعداً له لتعديل وضعه الحالي في ظل اقتحام الفنانين الشباب للساحة وتقديم فناني جيله لأغانيهم بشكل متزن كراشد الماجد ورابح صقر. في ذاكرة عبدالمجيد أغنية "يا عيني" ذات الرتم "خبيتي" والتي نجحت في بداياته بشكل لافت وتعيش لهذا اليوم, والآن يكثف من إطلالته بالإيقاعات السريعة ك"الخبيتي والدوسري وغيره" حتى وإن كانت قيمتها الفنية هابطة.. الفرق بين أغنية "يا عيني" وما يقدم حالياً هو ميزان ال"تناقض" الذي كان من المفترض أن يكتشفه عبدالمجيد عبدالله بنفسه.