هدمت سلطات الاحتلال فجر أمس وتحت جنح الظلام، "مسجد الصحوة" في مدينة رهط البدوية بالنقب، بعد اقتحامه وتدنيسه وطرد المصلين من داخله وعدم السماح لهم باكمال صلاتهم. وذكرت مصادر فلسطينية في النقب ان قوة كبيرة من شرطة الاحتلال أغلقت مداخل المدينة وفرضت اجراءات مشددة في محيط المسجد، قبل ان يقوم جنود وضباط الاحتلال باقتحامه بأحذيتهم دون أدنى مراعاة لحرمته، ووجهوا الشتائم للمصلين الذين تصدوا لهم قبل اخراجهم بالقوة. ونقل عن الشيخ يوسف أبو جامع مسؤول الحركة الاسلامية في رهط وأحد القائمين على بناء المسجد القول انهم فوجئوا باقتحام المسجد من قبل افراد الشرطة، فحاولوا توجيه نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت الا ان قوات الاحتلال منعتهم واخذت تلقي بالمصاحف الى الخارج ، وقد اقتادتهم الى سيارة دورية ابعدتهم الى خارج المدينة ولم يسمح لهم بالعودة الا بعد تسوية المسجد بالارض. وفور سماعهم بالجريمة الاسرائيلية هب المئات من ابناء مدينة رهط، باتجاه المسجد واندلعت مواجهات عنيفة في محيط المسجد رشق خلالها المواطنون قوات الاحتلال بالحجارة فردت بامطارهم بقنابل الغاز ما ادى الى وقوع العديد من حالات الاختناق، فيما اعتقلت الشرطة عددا من الشبان. وقبيل هدم المسجد دهمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة باقتحام منزل الشيخ يوسف سلامة امام مسجد الصحوة وفتشته قبل اعتقاله. وكان مسجد الصحوة الاسلامية في رهط شيد خلال معسكر التواصل الخامس الذي نظمته الحركة الاسلامية في الداخل قبل عدة شهور. وردا على الجريمة الاسرائيلية رفع اذان الفجر وادى مئات المواطنين صلاة الفجر على انقاض مسجد الصحوة المدمر. وفي وقت لاحق هب اهالي مدينة رهط وباشروا اعادة بناء المسجد. وكانت سلطات الاحتلال رفضت جميع محاولات الترخيص لهذا المسجد الذي يخدم عشرات المصلين في الحي حيث تبعد المساجد الاخرى في المدينة مسافات طويلة يتعذر على كبار السن والمرضى الوصول اليها. وياتي مشهد هدم مسجد الصحوة في مدينة رهط داخل اراضي 48 مكملا لما تقوم بها قطعان المستوطنين في الضفة الغربيةوالقدس، من خلال احراق المساجد والكنائس بصمت وتواطؤ مكشوف من المؤسسة الرسمية في اسرائيل. من جانبها، دانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بشدة، عملية هدم مسجد الصحوة في مدينة رهط في النقب، وقالت انها تنظر ببالغ الخطورة لهذه العملية الهمجية التي استهدفت بيتا من بيوت الله ، والتي سبقها بأيام قليلة عملية هدم همجية أخرى لبيتين في عارة، ومن قبل ذلك اعتداء سافر على كنيسة في القدس.