في مقال بعنوان "ربما تكون مؤامرة الطرود المفخخة قد فشلت لكن القاعدة ما تزال تمثل خطراً داهماً" اشارت صحيفة واشنطن بوست إلى ان البعض ربما ينظر لمحاولة القاعدة تفجيرات طائرات باستخدام طرود مفخخة على علامة لضعف الإرهابيين ولكن العكس صحيح. فمؤامرة الإرهابيين كانت خطيرة ومتطورة. وقالت الصحيفة من الواضح أن القاعدة ارسلت طرود اختبار من قبل للولايات المتحدة لرسم خريطة لمسارها ولاختبار كفاءة نظام الشحن الجوي بحثاً عن الثغرات ومن ثم يقوم الإرهابيون باستخدام المعلومات لتفادي انظمة الفحص واختراق امن الطائرات ووضع قنبلتين على متن رحلات دولية بما فيها رحلات تجارية بمئات الركاب. واضافت الصحيفة أن هنالك عدة دروس يمكن استخلاصها من هذه المؤامرة. أولاً انه على الرغم من ان استثماراتنا الأمنية خلال العقود الماضية قد صعّبت من مهمة الإرهابيين وعرقلت مساعيهم في تنفيذ المزيد من الهجمات إلا أننا نواجه عدوا مفكرا يسعى على الدوام لمواجهة وهزيمة إجراءاتنا الأمنية. وللدلالة على ذلك نجد أن الإرهابيين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر والإجراءات الأمنية التي طبقناها لتأمين قمرات القيادة في الطائرات قد لجئوا إلى استخدام الأحذية لاختراق دفاعاتنا الأمنية. وعندما اخذنا نفحص الأحذية لجأ الإرهابيون إلى المتفجرات السائلة التي اخفوها في مشروبات الطاقة وفي عام 2006 كانوا على وشك تفجير سبع طائرات عابرة للمحيطات باستخدام هذه الوسيلة. ومرة أخرى عندما فطنا إلى هذه الحيلة اخترقوا دفاعاتنا باستخدام قنابل اخفوها في ملابسهم الداخلية وكادوا يسقطون طائرة خلال رحلتها إلى ديترويت في ديسمبر. وهكذا عندما اضفنا اجراءات أمنية جديدة لكشف هذه الحيلة تكيفوا مع الوضع الجديد ولجأوا إلى إرسال طرود ملغومة. وسوف تستمر هذه الحلقة وسوف لا يتوانى اعداؤنا عن التكيف مرة ثانية بابتداع طرق مبتكرة لقتل الأبرياء. نحن في سباق مستمر لكي نسبق اعداءنا ولا يمكننا ان نتخاذل أو نتقاعس. ثانياً، في الوقت الذي نحتاج إلى سد الثغرات التي استغلتها القاعدة في المؤامرة الأخيرة علينا ان نقر بحقيقة أنه لا يمكن سد كل منفذ يمكن ان يأتي من قبله الهجوم. وقالت الصحيفة ان السبيل الوحيد لحماية أمريكا هو أن تبقى في حالة هجوم وأن تجهض مؤامرات الإرهابيين في مهدها وهذا الوضع يتطلب تكثيف العمليات الهجومية في باكستان واليمن وأجزاء من شرق أفريقيا بما في ذلك تكثيف العمليات التي تقوم بها الطائرات بدون طيار وتطوير سياسة متماسكة لاحتجاز قادة الإرهابيين الذين يقعون في الأسر بحيث يمكن استجوابهم بدون اللجوء للتعذيب والكشف عن مخططاتهم قبل تنفيذها. ثالثاً، علينا ان نحذر من فكرة أن فشل المخططات الإرهابية الأخيرة دليل على ضعف العدو. هؤلاء الذين يشيرون إلى أن القاعدة لا تمثل تهديداً إذا كان هجومها الفاشل هذا هو أفضل ما يمكن ان تقوم به عليهم أن يعودوا لنفس الحديث الذي رددوه في اكتوبر 2000 عندما تمكنت القاعدة من تفجير المدمرة الأمريكية كول وقللوا من حجم الخسائر ولكن نفس التنظيم عاد ليفجر مركز التجارة العالمي في سبتمبر 2001 ويقتل قرابة 3000 شخص. وقد علمتنا هذه الحادثة أن عدونا لا يحتاج لأسلحة دمار شامل لكي يلحق بنا دماراً شاملاً. وقالت الصحيفة إن الإرهابيين وفي ظرف أقل من 11 شهراً تمكنوا من اختراق دفاعاتنا ثلاث مرات: في عيد الميلاد وفي ميدان تايمز سكوير في نيو يورك والآن في مؤامرة اليمن. في الحادثين الأولين تفادينا الكارثة لفشل القنبلتين في الانفجار وفي الثالثة تم اكتشاف القنابل بفضل معلومات من المخابرات السعودية. واضافت "لقد كنا محظوظين في الحوادث الثلاثة ولكن في المرة القادمة ربما لا يحالفنا الحظ ويمكن ان تكون العواقب وخيمة".