من جديد تطل علينا الكاتبة والأديبة هيام المفلح باصدار ادبي جديد في شكله وفي اسلوبه و فكرته ، فعبر 120 صفحة من القطع المتوسط تتجول بنا المؤلفة في عوالم من البراءة والذكاء والدهشة في مؤلفها الرابع " طفوليات" الصادر عن عمادة البحث العلمي بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في خطوة تبرز دور الجامعات في نشر الثقافة والادب في المجتمع . الكتاب يحتوي على 19 قصة قصيرة كل ابطالها من الاطفال الذين يعكسون في تساؤلاتهم ومواقفهم وردود افعالهم عالم الكبار المليء بالمتناقضات والتصرفات غير المسئولة احيانا كثيرة .. المفلح طورت في مجموعتها الجديدة اسلوبا أدبيا قديما يعتمد على الاسقاط والالتفات حول الموضوع كما في كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة غير أنها استخدمت الاطفال هنا عوضا عن الحيوانات أو الاساطير .. وكان بحق التفاتا ذكيا يحسب للكاتبة ويخدم النصوص ، فانطلاقا من ارتباك المشاعر وحيرة القلوب أمام شقاوة سؤال الحفيد المراهق حول قصة الحب - المفترضة - التي جمعت الجدين قبل ستين عاما في قصة بحر الرماد ، إلى تعثر الطفلة لجين وهي تحاول تنفيذ اوامر والدها المذيلة دائما بكلمة عيب في قصة "العيب " ، إلى صدمة الاخوين الصغيرين زيد وخالد في حقيقة تودد بعض الرجال إليهم بالحلوى ليسرق منهما البراءة تلك الصدمة التي حولتهما من برعمين بريئين الى رجلين واجمين في قصة "العاصفة " ، مرورا بتمثيل الطفل حسان دور والده الذي انحصر في عقله في توجيه الاوامر الى حريم البيت ليخدمنه ويلبين احتياجاته ووقوف اخته الصغرى أمام تسلطه المزيف بعناد طفولي يحمل رسالة في قصة " أبوة " ، وانتهاء بالقصة الحزينة التي تحكيها طفلة انتزعوها من حضن أمها بحكم محكمة في قصة "القن" حيث نجحت الكاتبة في الربط بين قن الدجاج فوق سطح المنزل وما يحدث في بيت الراوية الصغيرة .. قدم للمجموعة عميد البحث العلمي في جامعة الامام الاستاذ الدكتور فهد بن عبد العزيزالعسكر وقام برسم الغلاف والصفحات الداخلية كل من الطفلين سعود و موضي أبناء فهد بن سعود (اللذين كانا دون العاشرة من العمر عند رسمهما تلك اللوحات ) . وقد تضمن تذييل المجموعة هذه العبارات : " طفوليات " اضمومة قصص أدبية قصيرة عن الأطفال وليست للأطفال ، تأخذك عبر عناوينها وتفاصليها إلى عوالم خاصة تتشابك فيها المشاعر بالتشويق والابتسامة بأسلوب سلس وممتع " الأديبة هيام المفلح سبق أن اصدرت ثلاث مجموعات قصصية مميزة هي "صفحات من ذاكرة منسية 1989، ومجموعة " حروف مسروقة " التي نالت جائزة نادي فتيات الشارقة عام 1999 ، ومجموعة " كما القلق يتكئ الجمر " عام 2007 والتي احتفت فيها الكاتبة بالقصة القصيرة جدا وقدمت فيها مجموعة متكاملة منها لاقت ترحيبا كبيرا في الاوساط الادبية آنذاك.