وصل الرئيس الامريكي، باراك اوباما، الى مومباي، العاصمة المالية للهند، في مستهل جولة اسيوية تركز على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، ومكافحة الارهاب. يسعى الرئيس الامريكي خلال زيارته للهند، التي ترافقه فيها قرينته ميشيل اوباما، ومستشار الامن القومي الامريكي، توم دونيلون، الى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن ونيودلهي ، واعطاء دفعة جديدة لجهود مكافحة الارهاب. وفي ايماءة رمزية، يقيم اوباما خلال زيارته للهند بفندق "تاج محل"، الذي كان الهدف الرئيسي للهجمات الارهابية التي نفذها مسلحون من باكستان في نوفمبر عام 2008، والذي راح ضحيته 166 شخصا. ومن المقرر ان يلتقي اوباما ببعض الناجين من تلك الهجمات، كما سيلقي كلمة في وقت لاحق في الذكرى السنوية الثانية للهجمات، التي اودت بحياة ستة مواطنين امريكيين كانوا بين الضحايا. كما سيلتقي الرئيس الامريكي بعدد من كبار رجال الاعمال والمستثمرين في الهند، وسيشارك في قمة للاعمال مقررة في وقت لاحق. واوضح اوباما ، في تصريح لدى مغادرته بلاده ، ان تركيزه سينصب على تعزيز الصادرات الامريكية للهند وخلق وظائف في الولاياتالمتحدة. تأمل واشنطن ، التي تسعى للحصول على شروط مناسبة للصادرات الامريكية ، ايضا في وضع اللمسات النهائية لبعض الاتفاقيات التجارية مع العملاق الاسيوي، وبينها شراء نيودلهي طائرات بوينغ. ومن المتوقع ان يصل حجم التبادل التجاري بين الهند والولاياتالمتحدة الى 50 مليار دولار خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي في 31 مارس المقبل. يظل اوباما في مومباي حتى بعد ظهر اليوم ثم يغادر الى العاصمة الهندية نيودلهي حيث يجري محادثات مع رئيس الوزراء مانموهان سينج، تركز على دعم الشراكة الاستراتيجية الثنائية والعلاقات الدفاعية. وقال مسؤولو البيت الابيض انه يمكن توقع اصدار 18 اعلانا بشان العديد من القضايا السياسة والاقتصادية والامنية خلال زيارة اوباما للهند. وقال وكيل وزارة الخارجية الهندية نيروباما راو ان زيارة الرئيس الامريكي ستؤدي الى دعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وانها ستشكل علامة فارقة في علاقاتيهما. وعقب الاجتماعات مع القيادة الهندية غدا الاثنين ، يغادر اوباما البلاد الى اندونيسيا. كما تشمل جولة اوباما الاسيوية التي تستمر عشرة ايام اليابان وكوريا الجنوبية. من ناحية اخرى ، تم تعزيز الاجراءات الامنية في الولايات الهندية بعدما دعا المتمردون الماويون الى اضراب عام في البلاد اليوم احتجاجا على ماوصفوه "بالامبريالية الامريكية ". ووضعت قوات الامن الهندية في حالة تأهب قصوى في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من اقليم كشمير التي مزقها التمرد تحسبا لشن هجمات انتحارية من قبل المتمردين الذين يسعون الى جذب الاهتمام الدولى الى النزاع الخاص بالاقليم.