يعتزم وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير طرح خطة من خمس نقاط تهدف إلى الاسراع بخطوات تحسين الإجراءات الأمنية في الاتحاد الأوروبي، وذلك في أعقاب العثور على طرود مفخخة في طائرات الشحن. وأكد دي ميزير في مقابلة مع صحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية تنشرها اليوم الأحد أن اتخاذ الدول إجراءات أحادية الجانب لن يساعد بالقدر الكافي في تحسين أمن النقل الدولي للشحن، وقال: "لذلك سيدرس وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي بعد غد (الاثنين) في بروكسل هذا الأمر بناء على اقتراحي". ومن أهم الإجراءات التي يطالب بها الوزير استخدام تقنية ال "راستر"، "التي يمكن بواسطتها إجراء فحص دقيق للطرود المشتبه فيها بناء على قائمة الشحن". وأوضح الوزير أنه عندما يتم إرسال طابعات مستعملة من اليمن إلى معبد يهودي في شيكاغو، على سبيل المثال، "فإن هذا يعتبر أمرا غير عادي ويتعين تفتيشه". كما يطالب بتنسيق الإجراءات الفورية على المستوى الأوروبي ودمج الاختصاصات في مجالات الأمن ومكافحة المخاطر في يد واحدة، وقال: "يتعين تعزيز مراقبة الشحن الجوي القادم من دول غير آمنة، بصفة خاصة". وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "هانوفرشه ألجماينه تسايتونج" الألمانية أن دي ميزير يعتزم طرح اقتراح بوضع "تقييم متفق عليه" للمطارات الأجنبية من قبل المسئولين في الاتحاد الأوروبي. وأكد خبراء ألمان أن السلطات الأمنية في ألمانيا على علم بأوجه القصور الأمني في الشحن الجوي منذ سنوات. وقال موظف بارز بالهيئة الاتحادية للنقل الجوي في تصريحات لمجلة "فوكوس" الألمانية تنشرها الاثنين: "السلطات الأمنية مطلعة على المشكلات الموجودة في تفتيش بضائع الشحن منذ عام 2006، لكن لم يتم فعل إلا القليل". وأوضح الموظف أن الموارد الأمنية الحالية، سواء من ناحية العمالة أو الوسائل المستخدمة لا تكفي للتعرف على مخاطر الهجمات في الوقت المناسب. من جانبه، ذكر رئيس نقابة الجمارك والشئون المالية الألمانية، كلاوس ليبريش، أن موظفي الجمارك أخبروا رؤساءهم بوزارة المالية الألمانية منذ سنوات بوجود قصور أمني في الشحن الجوي. وقال ليبريش إن وزيري المالية السابقين، هانز إيشيل وبير شتاينبورك، ووزير المالية الحالي فولفجانج شويبله، كانوا على علم بهذا القصور، لكنهم ضربوا بالتحذيرات عرض الحائط "بل وقاموا بتقليص العمالة". وفي الوقت نفسه، ذكر يورج هاندفيرج، المتحدث باسم نقابة الطيارين الألمان "كوكبيت"، أن نقابته أشارت أكثر من مرة إلى وجود قصور أمني في الشحن الجوي وطالبت بوضع إجراءات دولية خاصة بالتفتيش اللجوستي، وقال: "لكننا لم نحصد شيئا سوى سخرية الأوساط السياسية".