وقف السيد آلان دنكان في الأسبوع المنصرم، وهو وزير في وزارة التنمية الدولية البريطانية، على تلة في قرية النبي صالح وقام بقطف الزيتون مع المزارعين الفلسطينيين كانت زيارة الوزير إشارة قوية لدعم المزارعين الفلسطينيين والاقتصاد الفلسطيني وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة التقى الوزير البريطاني برئيس الوزراء فياض في رام الله وأعلن عن دعم إضافي بمبلغ 21 مليون جنيه استرليني من الحكومة البريطانية للسلطة الفلسطينية والأونروا، وهي وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين سوف يخصص جزء من هذا الدعم لمساعدة 4500 طفل فلسطيني من أجل الالتحاق بالمدارس الابتدائية وتوفير الرعاية الصحية الشاملة ل 48000 أم فلسطينية. على الرغم من أن الحكومة البريطانية قد أعلنت مؤخرا عن مجموعة من التدابير للحد من الانفاق الحكومي، مما حدا بها الى اتخاذ بعض الخيارات الصعبة بشأن تحديد أولوياته، إلا انها قامت بزيادة حصة تمويل الرعاية الصحية والتنمية الدولية نظرا للأهمية البالغة التي توليها الحكومة للانفاق في هذين القطاعين. يعكس التزام الحكومة البريطانية بالتنمية الدولية إرادة الشعب البريطاني في مواجهة التحدي المتمثل في التخفيف من حدة الفقر والمعاناة التي تشوه صورة الارض قد يساعد الدعم في بعض الأحيان في التقليل من تأثير الكوارث الطبيعية، كما حدث على سبيل المثال في باكستان وهايتي هذا العام وفي حالات أخرى يمكن للمساعدة الإنمائية ان تعين الحكومات والمجتمعات المحلية على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، كما هو حاصل في اليمن وتقدم المملكة المتحدة المعونة الإنسانية الأساسية للأطفال والأمهات والمرضى والمسنين في بعض البلدان الاكثر فقرا في العالم. أثناء زيارته الى الرياضوجدة قبل أسبوعين، ناقش وزير التنمية الدولية البريطاني، السيد اندرو ميتشيل، مسألة الفقر وما يمثله من تحديات في العالم ونحن نفخر بشراكة المملكة العربية السعودية وتحالفها معنا في مجال تقديم المساعدات التنموية والإنسانية للآخرين وغني عن القول ان لدى المملكة العربية السعودية سجلا حافلا في السخاء الذي تبذله للبلدان الفقيرة وفي إطار الاستجابة للفيضانات الرهيبة التي تعرضت لها باكستان كانت الحكومتان السعودية والبريطانية من ضمن أكبر الجهات المانحة ويعمل الصندوق السعودي للتنمية جنبا الى جنب مع وزارة التنمية الدولية البريطانية لدعم المجتمعات المحلية في اليمن. كما ناقش السيد ميتشل في الرياض سبل تطوير هذه الشراكة مع كل من الصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية وتم الاتفاق خلال الزيارة على ان تقوم وزارة التنمية الدولية البريطانية بانتداب احد منسوبيها للبنك الإسلامي للتنمية من اجل المساعدة في التنسيق الرامي الى جعل المساعدات أكثر فعالية. ويأتي ذلك بعد وقت قصير من تعيين المملكة المتحدة كيت رود، القنصل العام في جدة، ممثلا خاصا لدى منظمة المؤتمر الإسلامي إن هذه التدابير مجتمعة تظهر مدى التزام المملكة المتحدة بتوسيع علاقاتها التنموية وتعزيزها مع العالم الإسلامي لن أخفي إعجابي منذ وصولي الى المملكة العربية السعودية قبل بضعة أشهر بمدى التزام خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، فضلا عن المواطنين السعوديين في كافة أرجاء المملكة، بالأعمال الخيرية وتقديم الدعم والعون للفقراء، وهذا بالطبع يعكس المثل العليا المشتركة بين الاسلام والمسيحية، وذلك طبقا للآية الكريمة التي جاءت بسورة الانسان: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا". * السفير البريطاني بالرياض