اعلنت السلطات الاميركية الاحد ان الطردين المفخخين اللذين ارسلا الى اراضيها جوا، احدهما عبر دبي على متن طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية القطرية، صنعهما على الارجح خبير المتفجرات الذي صنع القنبلة التي استخدمت في محاولة تفجير طائرة رحلة امستردام-ديترويت يوم عيد الميلاد الماضي. وفي الوقت الذي تبين فيه ان الطردين المفخخين اللذين ضبط احدهما في دبي والآخر في انكلترا، كانا جاهزين للانفجار، اكدت مصادر رسمية ان الطرد الذي عثر عليه في الامارات وصل اليها من صنعاء عبر الدوحة على متن طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية القطرية، كما اعلن الاحد لوكالة فرانس برس مصدر في الشركة. واكدت الخطوط الجوية القطرية في بيان ان الطرد المفخخ نقلته احدى طائراتها، من دون ان توضح ما اذا كان الامر يتصل بطائرة ركاب او بطائرة شحن. ورفضت الشركة تحميلها اي مسؤولية عن محتوى الطرد. وقالت ان "الدولة التي تمر البضائع عبرها للترانزيت لا تتحمل مسؤولية فحص هذه البضائع بالاشعة السينية او تفتيشها وانما هي مسؤولية البلد الذي انطلقت منه البضائع". وفي غضون ذلك اكد مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة المخدرات جون برينان ان خبير المتفجرات الذي اعد الطردين المفخخين "هو نفسه" الذي صنع القنبلة التي استخدمت في يوم عيد الميلاد الماضي في محاولة تفجير طائرة اميركية كانت في رحلة بين امستردام وديترويت. وقال جون برينان لبرنامج "ذيس ويك" (هذا الاسبوع) عبر قناة ايه بي سي "اعتقد ان المؤشرات التي في حوزتنا في الوقت الراهن والتي تستند الى تحليل جنائي تدل على ان الشخص نفسه هو الذي اعد القنبلة والطردين المفخخين"، رافضا الكشف عن اسم هذا الشخص. ولاحقا، قال مسؤول اميركي في مكافحة الارهاب لوكالة فرانس برس ان شابا سعوديا معروفا بأنه صانع قنابل لدى تنظيم القاعدة هو "مشتبه به رئيسي" في التحقيق حول الطردين المفخخين. واشارت صحيفة "واشنطن بوست" الى ان المحققين يعتقدون ان هذا الشخص هو خبير المتفجرات السعودي ابراهيم حسن العسيري (28 عاما). والشاب السعودي المقيم في اليمن مدرج على قائمة المطلوبين في المملكة وهو الذي صنع القنبلة التي نقلها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب وفشل في تفجيرها على متن رحلة متوجهة الى ديترويت في كانون الاول/ديسمبر الماضي. من جهة اخرى اعلن برينان ان "ليس هناك اي مؤشرات الى وجود (طرود مفخخة) اخرى في حركة الشحن" حاليا، ولكن من دون ان يستبعد هذا الامر تماما. واضاف ان الحكومة اتخذت كل الاجراءات اللازمة لمواجهة هذه الاحتمالية. بدورها اعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي الاحد ان بلادها ستراجع التدابير الامنية المعتمدة في الشحن الجوي بعد العثور على الطردين المفخخين. وقالت لتلفزيون بي بي سي "نراقب عن كثب الطريقة التي يتم فيها التفتيش في الشحن الجوي وسنبدأ مباحثات مع اخصائيين حول هذا الموضوع"، مضيفة "بالتأكيد علينا ان ندرس عن كثب اجراءات التفتيش والاسلوب الذي نعتمده لكشف الطرود المفخخة". اما نظيرها الالماني توماس دو ميزيير فاكد ان برلين حذرت البريطانيين استنادا الى معلومات حصلت عليها من "اجهزة استخبارات صديقة" من وجود طرد مشبوه عبر مطار كولونيا. وواصلت السلطات اليمنية الاحد تعقب المشتبه بارسالهما الطردين المفخخين. ومساء السبت اقامت الاجهزة اليمنية حواجز تفتيش مرورية في غالبية احياء العاصمة صنعاء حيث عمدت الى التحقق من هويات ركاب السيارات، كما اكد مراسل وكالة فرانس برس. واعلنت صنعاء مساء السبت القبض على شابة "يشتبه بانها ارسلت قنابل في طرود موجهة الى الولاياتالمتحدة"، مشيرة الى ان اجهزة الامن وجدت رقم هاتف الفتاة على بوليصة شحن الطردين المفخخين.