من التقليعات الدارجة بين الشابات والشباب الوشم والتخريم الذي تجاوز الآذان ليصل إلى مناطق أخرى كالحاجب وأسفل الشفة، أو منطقة البطن، وطال الوشم مناطق حساسة من أجساد الفتيات اللاتي يتفنن بارتداء ملابس عارية لإظهارها أمام الآخرين. والمؤكد أن لهذه الصرعات مدلولات خاصة لدى المجتمعات الغربية، ومنها ما هو شائع في عالم الشواذ والمنحرفين، وقد يتم تجاهلها سعياً إلى التقليد الأعمى الذي أتى على الهوية الدينية والوطنية في مجتمعاتنا العربية. تقول "هيفاء" -طالبة جامعية، ولديها هوس بارتداء الإكسسوارات- لقد أقدمت منذ سنوات على تخريم أذني بشكل كامل، إلى جانب الأنف، وذلك من باب الموضة والرغبة في التغيير، ولا علاقة له بأي أفكار أو سلوكيات أخرى، مشيرة إلى أن شكلها ملفت للنظر بسبب كم وحجم الإكسسوارات التي ترتديها. أما الوشم فهو الأكثر إثارة ولفت للنظر بما تحمله الوشوم من رموز وتعبيرات عن بعض أفكار ومشاعر صاحبها، وهو منتشر بين الشباب والشابات والتي تتم باستخدام نماذج جاهزة وطباعتها على المناطق المرغوبة في الجسم، ومن الرموز المنتشرة الأحرف وخاصة باللغة الإنجليزية وكذلك أشكال تحمل تعبيرات عاطفية كالقلب والورود والأعين وغيرها. عمليات التخريم والوشم لها مخاطر صحية قد لا ينتبه إليها البعض وإن كانت تحدث في حالات قليلة، إلاّ أنها تشكل خطورة على صحة مستخدميها وفي هذا الصدد يؤكد "د. نادر حسين" -استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير والحاصل على الزمالة البريطانية في الجراحة العامة بمجموعة د. سليمان الحبيب الطبية- إن حصول التهابات وصديد مكان الجرح قد يؤدي الى الإصابة بالتهابات شديدة تمتد الى غضروف الأنف أو الأذن، وهذا يؤدي أيضاً الى صعوبة علاجها وإصلاحها بالعمليات التجميلية، وإذا كانت الأدوات الجراحية غير معقمة فقد تؤدي الى إصابة المريض بالعديد من الأمراض التي تنتقل اليه نتيجة عدم اتباع وسائل منع انتشار العدوى وعدم التعقيم السليم للأدوات الجراحية يسبب انتقال العديد من الامراض التي يمكن أن تنتقل في تلك الحالة مثل أمراض التهاب الكبد الوبائي والإيدز وأمراض أخرى. وقال: "أحياناً يتكون مكان عملية التخريم في الأذن أو الأنف كتلة ليفية صلبة، وعادة تعود وتظهر مرة أخرى بعد استئصالها جراحياً؛ مما ينتج عنه إصابة هذه المنطقة بالتشوه، وفي حالات أخرى يصبح مكان الجرح بارزاً وصلباً ويميل لونه الى الحمرة ويحتاج للعلاج بواسطة إبر الكورتيزون أو الاستئصال الجراحي". وأضاف: "كما يمكن أن تحدث مضاعفات للمريض في أي مستشفى لا يقوم باتباع معايير السلامة ومنع انتشار العدوى، ولكن تختلف نسبه"، مشيراً إلى أن الجراحات التي قد تلزم لإصلاح مشاكل التخريم تتم بإجراء عملية تجميل للأذن أو الأنف إذا حدث تشوه فيها، أو عملية إزالة ورم ليفي Granulom، أو حدوثها إذا تم مراعاة الاحتياطات الطبية في التعقيم، بالإضافة إلى خبرة الطبيب والعناية بالجرح بعد العملية.