وقعنا اتفاقيات مع هيئة السياحة السعودية للتبادل البيني بين البلدين أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية بالمملكة المغربية ياسر الزناكي، الذي زار المملكة مؤخراً، أهمية اللقاءات التي أجراها مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وقال إنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات التي تعزز التعاون بين البلدين، وأثنى على نجاح هيئة السياحة بالمملكة في تنظيم المؤتمر العربي الأول للمدن العمرانية، وتطلع إلى زيادة حجم الاستثمارات السعودية بالمغرب. وعرض في حوار مع "الرياض" أبرز ما تم انجازه في مجال التنمية السياحية بالمغرب وتناول خطة بلاده العشرية التي نجحت في استقطاب السياح من مختلف بلدان العالم. * نود ان نتعرف إلى الهدف من زيارتكم المملكة؟ - بداية أحب أن أؤكد حرصي على زيارة المملكة، والالتقاء بأخي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ولعلي أشير إلى أن السعودية لها النصيب الأكبر من زياراتي الخارجية، وكل ذلك من أجل الإفادة من تجربة السعودية الناجحة بمجال السياحة، والعناية بالتراث وهذه زيارة رسمية تم خلالها تبادل الآراء حول السياحة العربية، كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين الجانبين لتعزيز التعاون في مجال السياحة البينية، والتفاهم على خطط مستقبلية تهدف إلى الوصول لبرامج لتشجيع السياحة والمحافظة على التراث العمراني في الدول العربية، كما تم توقيع اتفاقية بين وزارة السياحة المغربية والمنظمة العربية للسياحة في مقرها بجدة مع الدكتور بندر آل فهيد رئيس المنظمة وهي تهدف لدعم الجهود التي تبذلها منظمة السياحة العربية لتعزيز السياحة البينية والتعريف بالتراث العمراني والتطور السياحي العربي. دخل السياحة المغربية 10% ونهدف لاستقطاب السياحة العائلية السعودية السياحة العائلية * ما أبرز مجالات التعاون التي تم التوقيع عليها بين البلدين؟ - مثل ما ذكرت سابقاً الاتفاقية من أهدافها جذب السياح بين البلدين، وسوف تعقد ورش عمل بين الجانبين لتحقيق أهداف البلدين، كذلك كلفنا هيئة تطوير السياحة بالمغرب بتطوير التسويق الإلكتروني بالتعاون مع موقع إجازتي بالسعودية، الذي يقدم خدمة متميزة للساحة العربية، وناقشنا فرص خلق منتوج سياحي بالمغرب يخدم السياحة العائلية لتشجيع العائلات السعودية على السياحة بالمملكة المغربية كذلك ناقشنا تشجيع الصناعات التقليدية والحرف اليدوية والتراث العمراني والهندسي. * تسعى المملكة المغربية لاستضافة الدورة الثانية للمؤتمر الدولي للتراث العمراني في الدول الإسلامية العام المقبل 2011م، أين وصلتم في هذا الملف؟ - هذا الموضوع تحدثت فيه مع الأمير سلطان بن سلمان، واقترحت عليه أن يكون مع جلالة الملك السادس رئيساً للمنتدى، فقد سبق لي طرح هذا الرأي على جلالته، ورحب بذلك وأبدى جلالة الملك سعادته لاستضافة المملكة المغربية الدورة الثانية للمنتدى وسنضع أيدينا في يد منظمة السياحة العربية لتنظيم الاستضافة قبل صيف 2011م. * ماذا سيقدم في هذا المنتدى؟ - مبادرة السعودية في التعريف بالحضارة العربية والإسلامية والتراث العمراني الهائل ونجاحها الكبير في استضافة المنتدى الأول دفعنا لاستضافة المنتدى الثاني حيث يمثل مظاهرة، تبين للعالم مقدرتنا على تنظيم فعاليات على مستوى عالمي في خدمة التراث، وسوف نحاول أن نصل إلى النجاح الذي حققته السعودية ووجدت كل الدعم والمساندة من الإخوة في المملكة، ومن سمو الأمير شخصياً الذي وجه بتقديم كل الخدمات اللوجستية للمملكة المغربية لنجاح المنتدى والأهم هو استمرار هذه التظاهرات والمنتديات التي سوف تسهم في التعريف بالحضارة والتراث العمراني الكبير في العالم الإسلامي، وبدورها سوف تسهم في استقطاب العديد من السياح للتعرف إلى ابرز حضارة إنسانية في العالم، والمغرب يزخر بتراث عمراني هائل امتداداً لتاريخه الكبير من العصر اليوناني والفينيقي والحضارة الإسلامية الأندلسية بقصورها وقصباتها في الصحراء والمدن الملكية العتيقة في فاس ومكناس ومراكش، كلها تمثل حقبا تاريخية مختلفة تمثل تنوعا فريدا جعلنا نحرص على ترميمه والمحافظة عليه، الذي بدوره سوف يسهم في نقل المغرب إلى مقدمة الدول التي تتميز بتراث عمراني عالمي. وضعنا خطة عشرية للسياحة المغربية * ما أبرز ملامح استراتيجيتكم في تطوير سياحة بلدكم؟ - المغرب وضع خطة عشرية سنة 2000م والخطة كانت تهدف إلى تطوير السياحة حيث وصل النمو السنوي في قطاع السياحة 12% وحققنا نجاحاً في عدد السياح حيث تضاعف عددهم مرتين ونصف فمن 4 مليون سائح عام 2000م وصل عددهم هذا العام إلى عشرة مليون سائح، وهذا مكننا من مضاعفة القوى الإيوائية بالمغرب، وكذلك خلق الفرص الوظيفية للمواطنين، وأصبحت مدخولات قطاع السياحة تمثل 10% من الدخل الوطني، واليوم نخطط للعشر السنوات المقبلة، حيث سيتم عرض خطتنا المقبلة على جلالة الملك في نوفمر بمدينة مراكش، ونهدف إلى استغلال التنوع السياحي والثقافي الذي تتميز به بلدنا، كموقع متميز وحضارات وثقافات وديانات كثيرة عاشت في المغرب وتنوع في الطبيعة بالشواطئ الممتدة على المحيط والبحر المتوسط والصحراء في الجنوب والثلوج على قمم جبال الأطلس، وهذه مزايا فريدة تمكننا من تطوير السياحة إضافة إلى أن ما قمنا به من دراسات أكد لنا الإقبال الكبير على السياحة الثقافية التي تمثل مطالب ما يقارب 40%، وجزء كبير منهم يميل إلى السياحة الشاطئية والاستمتاع بالطبيعة والصحراء، بعكس وجهة السياح في التسعينات الذين كانوا يستمتعون بالسياحة الشاطئية، وهذا يدفعنا الى العناية بتطوير منتوج سياحي ثقافي ومنتوج سياحي عائلي موجَه للسياح المغاربة وسياح الخليج خاصة. * هل لنا أن نعرف حجم الاستثمارات السعودية في قطاع السياحة المغربية؟ - للأسف لا تحضرني إحصائية دقيقة بحجم الاستثمارات السعودية والخليجية لدينا وحجم الاستثمار من دون المأمول ولا تقارن بحجم الاستثمارات من أوروبا. * وكيف تجذبون الاستثمارات الخليجية؟ - من أهم واجباتي هو استقطاب مستثمرين خليجيين، ونعمل بجدية لوضع حوافز تسهم في جذب رساميل واسثمارات خليجية من خلال خلق شراكة بين الحكومة المغربية والمستثمرين الخليجيين، وإنشاء صناديق استثمارية تشارك فيها الدولة؛ لتؤكد جديتها في الحفاظ على أموال المستثمرين في السوق المغربي ووزارة السياحة أقرت تسهيلات ضريبية وامتلاك الأراضي بأسعار رمزية وخلق هيئات لخدمة المستثمرين لتسهيل إجراءات التراخيص للتطوير والاستثمار. * هل قمتم بزيارة مواقع سياحية وتراثية بالمملكة؟ - سبق وأن قلت لك إن زياراتي للمملكة متعددة ولكنها قصيرة وشرفت بزيارة المتحف بالرياض الذي يحوي تراثاً متنوعا، وأعجبني المتحف كثيراً، وزرت مدينة الدرعية التاريخية، وسمعت عن العديد من المواقع التراثية والسياحية، مثل جزر فرسان، وأتمنى زيارتها في المرات المقبلة.