أعرب كريستوفر روس الوسيط الأممي في الصحراء عن تفاؤل حذر بخصوص مستقبل المفاوضات بين المغرب والبوليساريو في ظل التوتر الجديد القائم بينهما، واكتفى مرة أخرى بدعوة أطراف النزاع للجلوس إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة الأربعاء المقبل. يشار إلى أن اعتقال الناشط الصحراوي مولود ولد سيدي المفتش السابق في شرطة "البوليساريو" من طرف قيادة الجبهة على خلفية إعلانه تأييد المقترح المغربي منح الصحراء حكما ذاتيا صعّد التوتر بين أطراف النزاع (المغرب والبوليساريو والجزائر). وازدادت الأجواء اشتعالا بعد اندلاع احتجاجات اجتماعية بالعيون كبرى المحافظات الصحراوية جنوب المغرب رأت فيها البوليساريو إشارة على بداية تمرد الصحراويين على السلطة المركزية في الرباط. وفي ظل هذه الأجواء المتوترة في المنطقة، لم يفلح الوسيط الأممي في الصحراء والذي اختتم زيارته إلى المغرب أمس، سوى في انتزاع موافقة أطراف النزاع على الجلوس إلى طاولة مفاوضات غير مباشرة الأربعاء المقبل بنيويورك ومن المقرر أن تستغرق ثلاثة أيام. غير أن روس أشاد مع ذلك بالاستعداد الكامل الذي أبدته جميع الأطراف للتوصل إلى حل متوافق عليه. وقال في تصريح صحافي في ختام زيارته إلى المغرب إن مباحثاته "دارت حول الوضع السياسي في المنطقة والوضع القائم فيها كما ناقشنا ضرورة تجاوز الوضع القائم ومقتضيات عملية التفاوض وسير العمل في إدارة إجراءات بناء الثقة كما تناولت أيضا الضرورة الملحة لتخفيف التوتر القائم وتفادي أي شيء من شأنه أن يعكر الأجواء ويعقد التقدم في جولة المحادثات التي آمل أن تفتح الباب نحو الحل المنشود".