هل مرَّ على العالم فريق أقوى من برشلونة؟. أكاد أجزم وتجزمون معي بلا، إذ لا يوجد على وجه البسيطة فريق جمع المجد من كل أطرافه كما فعل الفريق الكتالوني، الذي حقق في العام 2009 ست بطولات من العيار الثقيل، يوم أن أغلق موسمه الكروي في ديسمبر من ذلك العام بتحقيقه لكأس العالم للأندية، وكان قبل ذلك قد قبض بيديه الثقيلتين على خمس بطولات أخرى، إذ حقق الدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، وكأس السوبر الإسباني، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس دوري أبطال أوروبا.. ثم ماذا بعد ذلك؟ الذي حدث أن (البارشا) في الموسم الذي يليه فقد أربع بطولات، إذ تخلى عن كأس السوبر الأوروبي لأتلتيكو مدريد، وعن كأس الملك الإسباني لأشبيلية، وعن دوري الأبطال لأنتر ميلان، وبالنتيجة تخلى طواعية عن لقب بطولة العالم للأندية التي ستستضيفها أبوظبي نهاية العام الجاري؛ لأنه لم يتأهل لها أصلاً. مكتفياً بالاحتفاظ ببطولتي الدوري، وكأس السوبر الإسباني، وهنا يأتي السؤال: هل لازال برشلونة هو برشلونة العظيم أم انهارت امبراطوريته لأنه خسر أربع بطولات وليست واحدة؟! وهكذا هو الهلال الذي تبدد حلمه الوردي يوم الأربعاء الماضي بخروجه من دوري أبطال آسيا؛ ليتحول ذلك الحلم إلى كابوس مخيف جثم على صدور أنصاره الذين كانوا يرسمون سيناريوهات لما سيكون عليه الحال في (أبوظبي) وليس في (طوكيو)، فإذ بهم يستيقظون على الحقيقة المزعجة، التي فرضها ذوب آهن الإيراني بلغة المنطق لا بلغة الأماني؛ لكن رغم ذلك يأتي السؤال: هل انتهت فصول الرواية الزرقاء لتغلق وتوضع في أرشيف النسيان؟. بالطبع لا، فالهلال كما هو برشلونة، وكل الفرق الكبرى، فإن حجبت عنه الشمس ساعة، فحتماً ستعود مرغمة لا طواعية لتشرق عليه من جديد، فهو من فصيلة الإمبراطوريات التي لا تغيب عنها الشمس.. هذا ما يجب أن يعلمه الجميع وأولهم الهلاليون. لست بوارد الحديث عن فشل الهلال في العبور للمباراة النهائية، ومن ثم الفوز بدوري الأبطال، فقد حدث ما حدث، إذ إن الخسارة هي الوجه الآخر للفوز، وهل ثمة فريق لا يهزم.. فلتدلونني عليه إذن. إنني هنا استحضر حكمة أسطورة كرة القدم الأمريكية المدرب الأشهر فينيس لومباردي إذ يقول: "الفوز عادة وكذلك الخسارة أيضا.. للأسف!". لكنني سأتحدث عن قرار رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالرحيل مستقيلاً لأقول له: هل تعلم بأن رحيلك على وقع هذه الخسارة حتى وإن تأخر التنفيذ سيبقي طعم الفشل مراً في حلوق أنصارك من الهلاليين، بل وغير الهلاليين. يااااه.. لقد تذكرت: هل تعلم يا رئيس الهلال بأن أنصارك من غير الهلاليين أكثر، فإذا كان الهلاليون يرون في رحيلك خسارة لناديهم، فغيرهم يرون فيه خسارة للرياضة برمتها.. فما أصعب أن نخسر المثاليين!. لتثق يا أيها الأمير أن جواد الهلال قادر على الخروج من عثرة الآسيوية، وسينطلق في مضامير المجد مرة أخرى، بل مرات وستكون أنت فارسه، ولتثق أيضا ان طعم الانتصار حينها سيكون أحلى، طالما أن فمك قد جرب طعم الهزيمة!.