انطلقت صباح أمس في العاصمة الاماراتية أبوظبي فعاليات منتدى "الاتحاد" السنوي الخامس، بحضور كوكبة من مفكري العالم العربي والذي يناقش علاقات العرب بدول الجوار. وأكد راشد العريمي رئيس تحرير "الاتحاد" أن المنتدى يسلط الضوء على واقع التفاعلات بين المنطقة العربية ودول الجوار ضمن محاولة لتفسير التطورات الأخيرة التي طرأت على علاقات العرب مع الدول المجاورة. وأضاف أن جلسات المنتدى ستخصص لمجموعة متميزة من الباحثين وكوكبة من المفكرين يتناولون بالدراسة والتحليل هذه التفاعلات ويرصدون وجهتها ويضعون من خلاصة خبرتهم سيناريوهات لمستقبلها. وتم تقسيم الفعاليات إلى محاور ستة تتم مناقشتها على مدار يومين، حيث يسلط المحور الأول الضوء على العلاقات العربية - الإيرانية، أما الثاني فيبحث ويحلل طبيعة العلاقات العربية - التركية، وتطوراتها خلال السنوات القليلة الماضية، ويرصد التحولات الراهنة في التعاطي التركي مع قضايا المنطقة، وأفق التعاون بين أنقرة وبعض العواصم العربية. وجاءت القارة الأفريقية كمحور اهتمام رئيس، حيث ستتناول الجلسة الثالثة من المنتدى مؤشرات رئيسية على العلاقات العربية- الأفريقية، والمحددات الأساسية التي من خلالها يمكن فهم اتجاهات العلاقة بين العرب والقارة السمراء. وبما أن السياسة الأميركية تتفاعل مع دول المنطقة بطرق شتى، سيخصص المنتدى في نسخته الخامسة محوراً يشمل التطورات الأخيرة التي تمر بها الاستراتيجية الأميركية تجاه المنطقة. كما سيناقش المنتدى موضوع إسرائيل ومآلات التسوية السلمية وسيناريوهاتها، وسيطرح المنتدى مشروعاً عربياً للتعاون الإقليمي على طاولة البحث. ويبحث د. رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية، العلاقات العربية - الإيرانية، ويرى ضمن ورقته الرئيسية أن التعامل مع هذه العلاقات يأتي وفق منهجين، أولهما العلاقات الدولية في عصر الدولة القومية، وثانيهما منهج طرائق إيران في الأزمنة المعاصرة في التعامُل مع قضايا أمْنها القومي، ومن ضمن ذلك الجوار العربي. وعلى حد قول د. رضوان، فإن الواقعة الأبرز والمؤثّرة في العلاقات بين إيران والعرب في السنوات السبع العجاف الأخيرة، أما الورقة الرئيسة في الجلسة الثانية، فتحمل عنوان "العلاقات العربية- التركية"، وفيها يشير د. وحيد عبد المجيد، مدير مركز "الأهرام" للترجمة والنشر، إلى أن كثيراً من العرب يتطلعون إلى السياسة التركية الراهنة بمزيج من الإعجاب والتقدير. ويُسلط حلمي شعراوي مدير معهد البحوث العربية والأفريقية في ورقته المعنونة ب”أفريقيا.. ورابطة الجوار” الضوء على المشروعات، التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، والتي تربط مجموعة الدول العربية بغيرها من دوائر الحراك الدولي. وفي إطار البحث عن "علاقة ربحية متكافئة" بين العرب والأميركيين، يخصص د. عبدالله خليفة الشايجي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت ورقته، التي اعتبر فيها أن العقد الماضي قد يكون الأسوأ في العلاقة غير المتكافئة بين العرب والولايات المتحدة الأميركية لما شهده من مواجهات على خلفية اعتداءات 11 سبتمبر 2001 والحرب على الإرهاب واحتلال العراق وأفغانستان وحروب ومواجهات وتقسيم المنطقة إلى معنا وضدنا وتقسيمات "محور الاعتدال" و"محور التشدد" والفوضى الخلاقة بتوجيهات "المحافظين الجدد" والمشروع الأميركي الطموح لتقويض النظام العربي عن طريق الفوضى الخلاقة وإعادة تشكيله على أسس تضمن الهيمنة الأميركية ومحاصرة الخصوم وجلب الحلفاء لبيت الطاعة الأميركي. أما المحور الخامس الذي تم تخصيصه لاستقراء احتمالات التسوية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين فسيسلط من خلاله د. إبراهيم البحراوي أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس الضوء على السيناريوهات أو الاحتمالات المطروحة لعملية التسوية السياسية مستنتجاً أن المسألة الأكثر أهمية وجدارة بالبحث في العلاقات العربية- الإسرائيلية هي مسألة التسوية السياسية والمفاوضات السياسية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.